الأجسام الغريبة المعوية

يمكن أن تدخل أجسام غريبة مختلفة إلى الجهاز الهضمي. يتم إخراج العديد منها تلقائيًا، لكن بعضها يصبح ثابتًا، مسببًا أعراض انسداد. قد يحدث ثقب. تحدث الأجسام الغريبة المعوية في 10-15% من الحالات في ممارسة طب الجهاز الهضمي. يمكن إزالة معظم الأجسام الغريبة المسدودة بالمنظار، ولكن قد يتطلب الأمر علاجًا جراحيًا في بعض الأحيان.

قد يبتلع الأطفال والبالغون المصابون باضطرابات نفسية أجسامًا غريبة عمدًا. كما أن كبار السن الذين يستخدمون أطقم أسنان، والأشخاص المخمورين، أكثر عرضة لابتلاع الطعام غير الممضوغ جيدًا (وخاصة اللحوم) عن طريق الخطأ، مما قد يعلق في المريء. وقد يُصاب المهربون الذين يبتلعون البالونات أو القوارير أو عبوات المخدرات غير المشروعة بانسداد معوي. وقد تتمزق العبوة، مما يُسبب أعراض جرعة زائدة من المخدرات.

تنتقل الأجسام الغريبة عبر المريء دون أعراض إلا في حالة انسداد أو ثقب. تنتقل الأجسام الغريبة من المريء تلقائيًا إلى المعدة في 80% من الحالات، وتتطلب تدخلات غير جراحية في 10-20% من الحالات، بينما يتطلب التدخل الجراحي أقل من 1%. وبالتالي، لا تتطلب الأجسام الغريبة داخل المعدة علاجًا محددًا في معظم الحالات. ومع ذلك، نادرًا ما يتم إخراج الأجسام التي يزيد حجمها عن 5 × 2 سم من المعدة. يجب إزالة الأجسام الغريبة الحادة من المعدة، لأنها تسبب ثقبًا معويًا في 15-35% من الحالات، ولكن المرضى الذين لديهم أجسام مستديرة صغيرة (مثل العملات المعدنية والبطاريات) يحتاجون إلى المراقبة فقط. يجب فحص براز المريض، وإذا لم يتم العثور على الجسم الغريب، يلزم إجراء فحص بالأشعة السينية كل 48 ساعة. يجب إزالة العملات المعدنية التي تبقى في المعدة لأكثر من 4 أسابيع أو البطاريات التي تظهر عليها علامات التآكل في الأشعة السينية والتي تبقى في المعدة لأكثر من 48 ساعة. يمكن لجهاز الكشف عن المعادن المحمول تحديد الأجسام الغريبة المعدنية وتوفير معلومات يمكن ربطها بالنتائج الشعاعية.

يحتاج المرضى الذين تظهر عليهم علامات انسداد أو ثقب إلى فتح بطن. ويحتاج المرضى الذين ابتلعوا عبوات أدوية إلى عناية خاصة نظرًا لخطر تمزق العبوة وجرعة زائدة لاحقة. أما المرضى الذين تظهر عليهم أعراض تسمم دوائي، فيحتاجون إلى فتح بطن عاجل. أما المرضى الذين لا تظهر عليهم علامات تسمم، فيجب إدخالهم إلى المستشفى. يوصي بعض الأطباء بمحلول بولي إيثيلين جلايكول الفموي كملين لتسريع مرور المادة، بينما يقترح آخرون الاستئصال الجراحي. بشكل عام، لا يوجد إجماع على هذا الأمر.

معظم الأجسام الغريبة التي تنتقل إلى الأمعاء الدقيقة تمر عادةً عبر الجهاز الهضمي دون عوائق، حتى لو بقيت لأسابيع أو أشهر. تميل هذه الأجسام إلى البقاء أمام الصمام اللفائفي الأعوري أو في أي موضع تضيق، كما هو الحال في داء كرون. في بعض الأحيان، قد تبقى أجسام غريبة، مثل أعواد الأسنان، في الجهاز الهضمي لسنوات عديدة، مما يتسبب في تكوين حبيبات أو خراجات.

[ 1 ]، [ 2 ]، [ 3 ]، [ 4 ]، [ 5 ]، [ 6 ]