كيفية تأثير جفاف العين على ميكروبيوم العين

لقد سمعنا جميعًا عن الميكروبيوم ، الذي يعيش في الجهاز الهضمي البشري، ولكن الميكروبيوم موجود أيضًا في أجزاء أخرى من الجسم، بما في ذلك الجلدوالفموالأنفوالأذنين والعينين.

على مدى السنوات القليلة الماضية، ركز الباحثون على دراسة ميكروبيوم العين ودوره في أمراض العيون بما في ذلك جفاف العين ، وهي حالة تؤثر على ما يصل إلى 50٪ من سكان العالم.

الآن، أظهرت دراسة جديدة تم تقديمها مؤخرًا في مؤتمر Discover BMB، الاجتماع السنوي للجمعية الأمريكية للكيمياء الحيوية وعلم الأحياء الجزيئي، كيف تختلف ميكروبات العين لدى العيون الصحية والأشخاص الذين يعانون من جفاف العين في التركيب الميكروبي.

ويعتقد الباحثون في جامعة ستيفن إف أوستن الحكومية أن هذا الاكتشاف قد يساعد في تحسين العلاج ليس فقط لمرض جفاف العين، ولكن أيضًا لحالات العيون الأخرى.

ما هو ميكروبيوم العين؟

الميكروبيوم العيني هو مجتمع البكتيريا والكائنات الحية الدقيقة الأخرى الموجودة علىالملتحمة والقرنية.

الملتحمة هي غشاء رقيق شفاف يغطي الجزء الأبيض من العين، والقرنية هي غطاء شفاف على شكل قبة للجزء الأمامي من العين.

قالت الدكتورة ألكسندرا مارتينوفا فان كلاي، أستاذة علم الأحياء في جامعة ستيفن إف. أوستن الحكومية وقائدة فريق البحث في هذه الدراسة: "تُظهر الدراسات الحديثة أنه في ظل خلل التوازن البكتيري في ميكروبيوم الأمعاء، تنتقل الميكروبات المسببة للأمراض ومستقلباتها عبر مجرى الدم لتصل إلى مناطق أخرى من جسم الإنسان، مثل العين. لذلك، قد تكون الميكروبات التي تم تحديدها في ميكروبيوم العين مشابهة لميكروبيوم الأمعاء".

بالإضافة إلى جفاف العين، يدرس العلماء تأثير ميكروبيوم العين على أمراض العيون الأخرى مثل التنكس البقعي الأصفر المرتبط بالعمر (AMD)، والزرق ، واعتلال الشبكية السكري ، وإعتام عدسة العين.

تسود البكتيريا الأسينيتوباكتر في ميكروبيوم متلازمة جفاف العين

في هذه الدراسة، جمعت الدكتورة مارتينوفا فان كلاي وفريقها عينات عيون من 30 متطوعًا باستخدام المسحات. ثم أجروا تسلسل الحمض النووي الريبوزي الريبوسومي 16S وتحليل المعلومات الحيوية لمعرفة مكونات ميكروبيوم العين لدى الأشخاص الذين يعانون من جفاف العين مقارنةً بالعيون السليمة.

وفي التحليل، وجد الباحثون أن البكتيريا العقدية والبيدوباكتر كانت الميكروبات السائدة في ميكروبيوم العين لدى المشاركين في الدراسة ذوي العيون السليمة.

اكتشف الباحثون أن ميكروبيوم عيون المشاركين الذين يعانون من متلازمة جفاف العين كان يهيمن عليه نوع من البكتيريا يسمى Acinetobacter.

كان من المفاجئ معرفة أن ميكروبيوم العين في متلازمة جفاف العين يتكون بشكل رئيسي من أنواع من بكتيريا Acinetobacter، لكننا وجدنا أن أمراض العيون الأخرى، مثل ارتفاع ضغط الدم وارتفاع الكوليسترول، لها أنواع أخرى وثيقة الصلة ببعضها البعض. إن فهم أسباب متلازمة جفاف العين بشكل أفضل أمر بالغ الأهمية لتحسين تشخيص هذا المرض وعلاجه والوقاية منه، كما صرحت الدكتورة ألكسندرا مارتينوفا فان كلاي.

وأضافت أن "فهم أسباب جفاف العين يوفر معلومات قيمة يمكن أن تساهم في تطوير أساليب علاجية جديدة تؤدي إلى نتائج أفضل للأشخاص الذين يعانون من هذه الحالة".

وأضافت: "ستكون الخطوات التالية زيادة حجم العينة وفهم مسارات الإشارات المرتبطة بالأنواع المؤشرة في متلازمة جفاف العين. وهذا قد يوفر فهمًا أعمق للمستقلبات المسؤولة عن المرض".

دراسات تؤكد الاكتشافات السابقة

وبعد مراجعة الدراسة، قال الدكتور ديفيد جيفن، مدير قسم البصريات وخدمات الانكسار في معهد جوردون شانزلين للرؤية الجديدة في لا جولا، كاليفورنيا، إنه وجدها مثيرة للاهتمام للغاية.

إذا استطعنا تغيير ميكروبيوم العين لمساعدة مرضى متلازمة جفاف العين، فسيكون ذلك إنجازًا حقيقيًا، كما تابع الدكتور جيفن. "جفاف العين مشكلة خطيرة، وقد يكون هذا النهج الجديد هو الحل الأمثل لملايين الأشخاص الذين يعانون منها."