الخبراء يحثون على الرقابة الاجتماعية على السكر

يقول فريق من الباحثين في جامعة كاليفورنيا في سان فرانسيسكو، إن السكر يجب أن يخضع للسيطرة مثل الكحول أو التبغ، ويشيرون في تقريرهم إلى أن السكر يقود إلى وباء السمنة العالمي، الذي يقتل 35 مليون شخص في جميع أنحاء العالم كل عام، وهو ما يعادل عدد الوفيات الناجمة عن الأمراض غير المعدية ( السكري وأمراض القلب والسرطان) مجتمعة.

تُشكّل الأمراض غير المعدية الآن خطرًا أكبر على الصحة العالمية من الأمراض المُعدية، وفقًا للأمم المتحدة. وقد أثار تقريرٌ صادرٌ عن علماء من جامعة كاليفورنيا، سان فرانسيسكو (UCSF)، ونُشر في مجلة "نيتشر"، تساؤلاتٍ حول إساءة استخدام السكر، وسميّته، وانتشار استخدامه في الأنظمة الغذائية الغربية.

يقول العلماء إن السكر أكثر بكثير من مجرد "سعرات حرارية فارغة" تُسبب السمنة. فهو يرفع ضغط الدم، ويُغير إشارات الهرمونات بشكل كبير، ويُسبب أضرارًا صحية جسيمة. وقد تضاعف استهلاك السكر عالميًا ثلاث مرات خلال الخمسين عامًا الماضية، ويُعتبر مساهمًا رئيسيًا في وباء السمنة.

وقال لوستيج، أستاذ طب الأطفال في قسم الغدد الصماء بجامعة كاليفورنيا في سان فرانسيسكو: "ما دام الجمهور يعتقد أن السكر مجرد "سعرات حرارية فارغة"، فلن تكون لدينا أي فرصة لحل هذه المشكلة العالمية".

قال لوستيج: "هناك سعرات حرارية جيدة وأخرى سيئة، كما توجد دهون جيدة وأخرى سيئة، وأحماض أمينية جيدة وأخرى سيئة، وكربوهيدرات جيدة وأخرى سيئة. لكن السكر سام لأكثر من مجرد سعراته الحرارية".

يُعدّ الحد من استهلاك السكر أمرًا صعبًا نظرًا لارتفاع مستوى الوعي العام بسميته المحتملة. وصرح برينديس، أحد مؤلفي الدراسة: "ندرك أن لاستهلاك السكر جوانب ثقافية واحتفالية. ويمثل تغيير هذه الأنماط تحديًا كبيرًا".

ويرى مؤلفو التقرير أن المجتمع يحتاج إلى الابتعاد عن الاستهلاك المرتفع للسكر، وأن الجمهور يحتاج إلى أن يكون أكثر اطلاعا على الآثار السلبية للسكر.

وقال شميدت، أحد المشاركين في تأليف التقرير الذي أعده فيليب ر. كراوفورد من جامعة كاليفورنيا في سان فرانسيسكو: "هناك فجوة هائلة بين ما نعرفه وما نمارسه بالفعل".

وقال "من أجل المضي قدما بهذه القضية، لا بد من الاعتراف بها باعتبارها تحديا كبيرا على المستوى العالمي".

إن العديد من السياسات التي ساعدت في الحد من استخدام الكحول والتبغ يمكن أن تكون بمثابة نماذج لمعالجة مشكلة السكر، مثل ضرائب المبيعات، وضوابط الوصول، ومتطلبات الترخيص الأكثر صرامة لآلات البيع ومحلات الوجبات الخفيفة التي تبيع المنتجات عالية السكر في المدارس وأماكن العمل.

"نحن لا نحظر. نحن لا نتدخل في حياة الناس. نحن نتحدث عن طرق لطيفة لتقليل استهلاك السكر"، اختتم شميدت.

[ 1 ]، [ 2 ]، [ 3 ]، [ 4 ]، [ 5 ]، [ 6 ]، [ 7 ]