يرتبط انخفاض مستويات فيتامين "د" بزيادة خطر الإصابة بمرض السكري لدى كبار السن

قامت مراجعة منهجية وتحليل تلوي حديثان، نُشرا في مجلة "نوترينتس"، أجراهما باحثون في إيطاليا، بتحديث المراجعة المنهجية والتحليل التلوي لفحص ما إذا كان انخفاض مستويات فيتامين د في المصل (25-هيدروكسي فيتامين د أو 25OHD) يمكن أن يُنبئ بظهور داء السكري من النوع الثاني (T2D) لدى كبار السن. وعلى الرغم من تعديل بعض العوامل المُربكة المُحتملة، وُجد أن انخفاض مستويات 25OHD يرتبط بزيادة خطر الإصابة بداء السكري من النوع الثاني لدى كبار السن.

وفقًا لأطلس مرض السكري الصادر عن الاتحاد الدولي للسكري (IDF)، بلغ معدل انتشار مرض السكري عالميًا بين الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 20 و79 عامًا 536.6 مليون شخص في عام 2021، ومن المتوقع أن يرتفع إلى 783.2 مليون شخص بحلول عام 2045. ويبلغ معدل انتشار مرض السكري أعلى مستوياته بين كبار السن، وخاصة أولئك الذين تتراوح أعمارهم بين 75 و79 عامًا، مما سيؤدي إلى زيادة كبيرة في تكاليف الرعاية الصحية في المستقبل القريب.

نقص فيتامين د، وهو شائع بين كبار السن، يرتبط بزيادة خطر الإصابة بمرض السكري من النوع 2 ، والذي قد يكون بسبب دوره في إفراز الأنسولينالبنكرياسي ،ومتلازمة التمثيل الغذائي ، والالتهابات، والعوامل الوراثية. في حين تشير الدراسات الرصدية والتحليلات التلوية إلى وجود علاقة عكسية بين مستويات 25OHD وخطر الإصابة بمرض السكري، فإن دراسات التدخل تقدم نتائج متضاربة. تشير بعض التحليلات التلوية إلى أن مكملات فيتامين د تقلل من خطر الإصابة بمرض السكري، وخاصة لدى الأفراد ذوي الوزن الطبيعي. ومع ذلك، تركز هذه الدراسات بشكل أساسي على الشباب، مع وجود دراسات محدودة على كبار السن على الرغم من ارتفاع خطر الإصابة بكلتا الحالتين لديهم. لذلك، قام الباحثون في الدراسة الحالية بتحديث مراجعة منهجية وتحليل تلوي سابقين للتحقيق فيما إذا كانت مستويات 25OHD المنخفضة في المصل (نقص فيتامين د) يمكن أن تتنبأ بظهور مرض السكري من النوع 2 لدى كبار السن.

في هذه الدراسة، تم البحث في قواعد بيانات PubMed وSCOPUS لتشمل دراسات طولية مستقبلية تتضمن تشخيصات ذاتية لمرض السكري، أو سجلات طبية، أو معايير تشخيص الجمعية الأمريكية للسكري. استُبعدت الدراسات المقطعية، والدراسات التي استخدمت تقديرات 25OHD غير المصلية، والدراسات التي اعتمدت فقط على تقييمات دون سريرية لمرض السكري. شملت المراجعة والتحليل التلوي المحدثان 12 دراسة، شملت ما مجموعه 40,664 من كبار السن من أوروبا وأمريكا الشمالية. كان متوسط أعمار المشاركين 69.1 عامًا، 66% منهم من النساء. وبلغ متوسط فترة المتابعة 7.3 سنوات.

وفقًا للدراسة، يؤثر فيتامين د على خطر الإصابة بداء السكري من النوع الثاني من خلال عدة آليات، منها تعديل إفراز الأنسولين وعمله، وتقليل مقاومة الأنسولين ، وتنظيم أيض الكالسيوم والمغنيسيوم، وتقليل الالتهاب المزمن، والتأثيرات المحتملة على أيض الأنسجة الدهنية. يُعد فهم هذه الآليات أمرًا بالغ الأهمية لتوضيح العلاقات المعقدة بين حالة فيتامين د والصحة الأيضية، لا سيما في سياق الوقاية من داء السكري وإدارته.

تتميز هذه الدراسة بدراستها للعلاقة بين فيتامين د ومرض السكري من النوع الثاني لدى كبار السن، وذلك بفضل حجم العينة الكبير، والتعديلات الشاملة للمتغيرات المصاحبة، وفترة المتابعة الطويلة، وانخفاض تباين النتائج. إلا أن الدراسة محدودة بتصميمها الرصدي، ونقص الاستدلال السببي، وعدم التركيز على شريحة سكانية متقدمة جدًا في السن، وقلة الدراسات الخاصة بنوع الجنس، واستخدام المقايسة المناعية الإشعاعية لقياس مستويات 25OHD في المصل، والتي قد تكون أقل دقة من طريقة الكيمياء الضوئية.

في الختام، يُظهر التحليل التلوي الحالي أن انخفاض مستويات فيتامين د يرتبط بزيادة خطر الإصابة بمرض السكري لدى كبار السن، حتى بعد تعديل مختلف العوامل المربكة المحتملة. وهذا يؤكد ويُحدّث نتائج دراسة عام ٢٠١٧. وتُبرز النتائج التأثير الأوسع لفيتامين د الذي يتجاوز صحة العظام. ونظرًا لانتشار نقص فيتامين د لدى كبار السن وتركيز التجارب السريرية الحالية على الفئات العمرية الأصغر سنًا، هناك حاجة إلى مزيد من الدراسات المُصممة جيدًا لتأكيد هذه النتائج لدى الفئات العمرية المتقدمة جدًا.