أمراض اللثة لا تزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب

لعقدين من الزمن، دأب العلماء على الادعاء بوجود صلة بين أمراض اللثة والنوبات القلبية والسكتات الدماغية. والآن، يُشير تحليل جديد للبيانات إلى زيف هذه الادعاءات. فقد نشرت جمعية القلب الأمريكية "تقريرًا علميًا" في مجلة "سيركيوليشن" التابعة لها، خلص إلى أن التهاب دواعم السن لا يزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب ولا يُعتبر سببًا لها. ناهيك عن أنه لا يوجد دليل على أن علاج التهاب دواعم السن، سواءً بشكل احترافي أو عن طريق تنظيف الأسنان، يمكن أن يقلل من خطر الإصابة بالنوبات القلبية أو السكتات الدماغية.

على مدار ثلاث سنوات، حللت لجنة الخبراء نتائج 600 دراسة؛ وقد حظي هذا العمل بدعم مجلس العلوم التابع لجمعية طب الأسنان الأمريكية. وكما يؤكد أحد أعضاء اللجنة، لو وُجدت علاقة سببية قوية بين تصلب الشرايين والتهاب دواعم السن، أو لو كان من الممكن علاج تصلب الشرايين عن طريق علاج التهاب دواعم السن، لكان الأطباء على دراية بذلك بالفعل.

أظهرت مئات الدراسات على مدى العشرين عامًا الماضية أن أمراض اللثة تُعدّ عامل خطر للإصابة بأمراض القلب والسكتة الدماغية. مع أن معظم هذه الدراسات تُعتبر مشبوهة من قِبل الخبراء، نظرًا لاعتمادها على الملاحظة. بمعنى آخر، خلصت هذه الدراسات ببساطة إلى أن مرضى القلب أو من سبق لهم الإصابة بنوبة قلبية أو سكتة دماغية يُصابون بالتهاب دواعم الأسنان أكثر من الأشخاص الأصحاء. مع أن هذا لا يعكس بالضرورة علاقة سببية. يمكن أن يزداد خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية نتيجةً لعدة عوامل، مثل العمر، والتدخين، وزيادة الوزن، ومرض السكري، وانخفاض الوضع الاجتماعي والاقتصادي، أو الانتماء إلى النصف الأغنى من سكان العالم.

من المشاكل الأخرى التي تواجهها جميع مجالات الطب تقريبًا عدم نشر الدراسات السلبية. بمعنى آخر، يكاد يكون من المستحيل أن توافق أي مجلة على نشر تقرير عن دراسة لم تجد صلة بين التهاب دواعم السن وأمراض القلب والأوعية الدموية.

وتأمل جمعية القلب الأميركية أن يكون نشر قرارها مفيداً، وأن يدرك الناس أن التهاب دواعم الأسنان لا يزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية، وبالتالي التركيز على الأسباب الحقيقية للمرض - التدخين، وزيادة الوزن، وارتفاع ضغط الدم، والتوتر.

[ 1 ]، [ 2 ]، [ 3 ]، [ 4 ]، [ 5 ]، [ 6 ]