يزيد تقييد الملح من خطر الإصابة بأمراض القلب

من المعروف أن تقليل استهلاك الملح يخفض ضغط الدم. لكن أبحاثًا جديدة تُظهر أن تقليل استهلاك الملح قد يرفع مستويات الكوليسترول والدهون الثلاثية وعوامل خطر أخرى لأمراض القلب.

في هذه المرحلة، ليس من الواضح تمامًا ما هي الآثار الصحية طويلة المدى التي قد تسببها هذه التغيرات في الدم.

وقال الدكتور نيلز جراودال، مؤلف الدراسة، وهو استشاري أول في الطب الباطني وأمراض الروماتيزم في جامعة كوبنهاجن في الدنمارك: "في رأيي، لا ينبغي للناس أن يقلقوا بشأن تناول الملح على الإطلاق".

لعقود، دأب خبراء الصحة على القول إن تقليل الصوديوم يقلل من خطر الإصابة بأمراض القلب والسكتات الدماغية. وهناك حملة جديدة من الحكومة لخفض الملح في الأطعمة المصنعة بموجب القانون.

توصي الإرشادات الغذائية الأمريكية حاليًا بأن يحدّ الأشخاص الذين تبلغ أعمارهم عامين فأكثر من تناول الصوديوم يوميًا إلى 2300 ملغ. وينصح الخبراء الأشخاص الذين تبلغ أعمارهم 51 عامًا فأكثر والذين يعانون من ارتفاع ضغط الدم أو داء السكري أو أمراض الكلى المزمنة بالحد من تناول الملح إلى 1500 ملغ يوميًا.

توصي جمعية القلب الأمريكية بتناول 1500 مليغرام من الملح يوميًا، وهو الكمية الموصى بها لجميع الأمريكيين. يستهلك الأمريكي العادي حوالي 3400 مليغرام من الصوديوم يوميًا، وهي كمية كبيرة بالمعايير.

ولكن هل هذا صحيح؟

توصل فريق دولي من العلماء إلى أن انخفاض مستويات الصوديوم يرتبط بزيادة خطر الوفاة بسبب أمراض القلب والأوعية الدموية، في حين أن ارتفاع مستويات الصوديوم لا يرتبط بزيادة خطر الإصابة بارتفاع ضغط الدم أو مضاعفات أمراض القلب لدى الأشخاص الأصحاء.

أظهرت دراسة كبيرة نُشرت هذا الأسبوع تحليل بيانات من 167 دراسة قارنت بين الأنظمة الغذائية الغنية بالصوديوم والمنخفضة الصوديوم.

وقد أدى تقليل تناول الملح إلى انخفاض ضغط الدم لدى الأوروبيين والأمريكيين من أصل أفريقي والآسيويين الذين يعانون من ضغط دم طبيعي أو مرتفع.

وفي الوقت نفسه، أدى تقليل نسبة الملح في النظام الغذائي إلى زيادة كبيرة في مستويات الكوليسترول والدهون الثلاثية والإنزيم الرينين (الذي يشارك في تنظيم ضغط الدم) والهرمونات النورإبينفرين والأدرينالين، والتي يمكن أن تؤثر على ضغط الدم ومعدل ضربات القلب.

في هذه المرحلة، لا يفهم العلماء كيف يمكن لهذه التغييرات أن تؤثر على احتمالية الإصابة بالنوبات القلبية أو السكتات الدماغية على المدى الطويل.

أظهرت نتائج الدراسة اختلاف ردود فعل الناس تجاه تناول الملح. وصرحت الدكتورة سوزان شتاينباوم، أخصائية أمراض القلب الوقائية في مستشفى لينوكس هيل بمدينة نيويورك، قائلةً: "هناك من هم أكثر حساسية للملح من غيرهم".

أما بالنسبة لعامة الناس، فإن الرسالة تظل نفسها: "إن تقليل الملح أفضل لصحتك"، كما قال شتاينباوم.

ولكن حتى من يحافظون على تناول الملح ضمن الحدود الصحية يجب أن يدركوا أنه لا يكفي للوقاية من خطر الإصابة بأمراض القلب والسكتة الدماغية. تقول كارين كونغرو، مديرة برنامج العافية في مركز مستشفى بروكلين في مدينة نيويورك: "على الناس تحسين نمط حياتهم، واتباع نظام غذائي صحي ومتوازن غني بالألياف، وممارسة النشاط البدني والتمارين الرياضية". وتضيف: "إن تقليل استهلاك الملح لن يحل مشاكلك تمامًا".

[ 1 ]، [ 2 ]، [ 3 ]، [ 4 ]، [ 5 ]، [ 6 ]، [ 7 ]، [ 8 ]