الدفاع المناعي نفسه يفتح "الأبواب" أمام فيروس كورونا المستجد

وتبين أن البروتين المناعي يعزز تكوين "أبواب" جزيئية متعددة في خلايا الأنسجة المخاطية لدخول فيروس كورونا.

يدخل مسبب مرض فيروس كورونا SARS-CoV-2 إلى الخلية باستخدام مكون البروتين S الخاص به: فهو يغطي الطبقة الدهنية لفيروس كورونا. يتفاعل هذا البروتين مع مستقبل ACE2، وهو أحد مكونات العديد من الهياكل الخلوية في جسم الإنسان، والمعروف باسم الإنزيم المحول للأنجيوتنسين. إحدى المجالات الوظيفية لهذا المستقبل هي التحكم في ضغط الدم. ومع ذلك، فقد تمكن فيروس كورونا من الاستفادة منه: بعد تكوين اتصال بين بروتين S الفيروسي وACE2، يتشوه غشاء الخلية، وتتاح للفيروس فرصة الغوص داخله. وبالطبع، فإن المكونات البروتينية الأخرى لفيروس كورونا، الموجودة في الطبقة السطحية له مع بروتين S، تقدم أيضًا "مساهمتها". ومع ذلك، لا يزال الدور الرئيسي ينتمي إلى بروتين S المذكور أعلاه ومستقبل ACE2.

اتضح أن مُمْرِض فيروس كورونا يخترق الخلايا التي تحتوي على عدد أكبر من مستقبلات إنزيم ACE2 بسهولة أكبر. وقد لاحظ علماء من مركز ماكس ديلبروك للطب الجزيئي، بالإضافة إلى مركز شاريتيه السريري، وجامعة برلين الحرة، ومراكز بحثية أخرى، أن ظهور عدد أكبر من مكونات بروتين ACE2 على سطح الخلايا يُعزى إلى زيادة نشاط جهاز المناعة. فعندما يدخل الفيروس الجسم، تبدأ الخلايا المناعية بإنتاج إنترفيرون غاما. وهو بروتين الإشارة الرئيسي الذي يُنشّط عمل الخلايا البلعمية ويُسرّع إطلاق السموم.

وُجد أنه تحت تأثير إنترفيرون غاما، تُنتج خلايا الأنسجة المخاطية عددًا أكبر من مستقبلات الإنزيم. وبفضل هذا البروتين المناعي، يتمكن الفيروس من اختراق الخلايا دون مشاكل. أجرى العلماء سلسلة من الدراسات على عضو معوي، أي نسخة مجهرية معوية مكونة من خلايا جذعية مطوية في بنية ثلاثية الأبعاد. واختيرت الأمعاء كأحد الأعضاء التي تتأثر بعدوى فيروس كورونا ، إلى جانب الجهاز التنفسي.

عند إضافة إنترفيرون غاما إلى العضو المعوي، حُفِّز الجين المُرمِّز لمستقبل الإنزيم داخل خلايا النسيج المخاطي، مما زاد بدوره. عند إضافة مُمْرِض فيروس كورونا إلى العضو المعوي، وُجِد المزيد من الحمض النووي الريبوزي لفيروس كورونا داخل الخلايا بعد دخول إنترفيرون غاما.

يُقرّ العلماء بأن المسار الحاد والممتد لمرض كوفيد-19 قد يكون مرتبطًا بنشاط إنترفيرون غاما. مع ذلك، يبقى هذا في الوقت الحالي مجرد افتراض يتطلب دراسات سريرية مُفصّلة، لا سيما على الأمعاء الحقيقية داخل الجسم. إذا تأكدت تخمينات الخبراء، فستكون الخطوة التالية تطوير طريقة لمنع "دعم" الإنترفيرون من الدفاع المناعي.

تم نشر المعلومات في المجال العام على صفحات المجلة العلمية EMBO Molecular Medicine.