هل "يُلقى اللوم" في تطور التوحد لدى الطفل على تعدد الكيسات لدى الأم؟

أظهرت معلومات أصدرها خبراء يمثلون جامعة كامبريدج أن النساء اللاتي تم تشخيص إصابتهن بمتلازمة تكيس المبايض أكثر عرضة لإنجاب أطفال مصابين بالتوحد، وهو اضطراب شائع يعقد حياة الشخص في المجتمع بشكل كبير.

متلازمة تكيس المبايض مشكلة تُصيب واحدة من كل عشر نساء في العالم. ينشأ هذا المرض نتيجة ارتفاع مستويات هرمون التستوستيرون في الدم. تتميز هذه المتلازمة بظهور تكيسات في المبايض، تحتوي هذه التكيسات على محتويات سائلة. ومن أهم أعراض هذه الحالة اضطرابات البلوغ، واضطرابات الدورة الشهرية، وغيرها.

وفي مشروعهم البحثي الجديد، اكتشف العلماء أن وجود مرض تكيس المبايض لدى الأم الحامل يزيد من خطر الإصابة بالتوحد لدى الطفل حديث الولادة.

كان العلماء قد أثبتوا سابقًا أن بعض الهرمونات، بما في ذلك التستوستيرون، تحدث خلال فترة نمو الجنين داخل الرحم لدى الطفل المصاب بالتوحد. وقد افترض الأطباء أن هذا قد يُفسر كون الأولاد أكثر عرضة للإصابة بالتوحد.

في مشروع جديد، حاول العلماء معرفة سبب ارتفاع مستوى بعض الهرمونات. وفي هذا السياق، أخذوا في الاعتبار الافتراض الرئيسي للمتخصصين، وهو أن الهرمونات "الزائدة" تنتقل إلى الطفل من الأم.

لاختبار هذه الفرضية، تم تحليل معلومات أكثر من ثمانية آلاف مريضة شُخِّصت بمتلازمة تكيس المبايض، بالإضافة إلى أطفالهن. ثم أُجري تحليل مقارن للمعلومات المُستقاة من 41 ألف امرأة سليمة المبايض وأنجبن. بعد إتمام الحسابات، عُدِّلت النتائج: أخذ العلماء في الاعتبار وجود نساء يعانين من مشاكل نفسية معينة، بالإضافة إلى النساء اللواتي عانين من أي مضاعفات أثناء الحمل قد تؤثر على تطور التوحد لدى الجنين. ونتيجة لذلك، وُجد أن النساء المصابات بمتلازمة تكيس المبايض أنجبن أطفالًا مصابين بالتوحد بنسبة 2.3%، والنساء غير المصابات بمتلازمة تكيس المبايض بنسبة 1.7%.

سيلاحظ الكثيرون وجود فرق نسبي، ولكنه ضئيل. لذلك، لا يدّعي العلماء وجود تأثير مباشر للمرض على ظهور مشكلة الطفل، لكنهم وضعوا لأنفسهم هدفًا جديدًا: ربما يكونون قد اقتربوا بالفعل من حل آلية تطور التوحد. وكما يشير الخبراء، فقد اكتشفوا أيضًا علاقة عكسية: فالمصابات بالتوحد يعانين من متلازمة تكيس المبايض أكثر من النساء غير المصابات باضطراب التوحد. اتفقنا، لا يزال أمام الخبراء عملٌ إضافي.

وقد تم عرض نتائج عمل العلماء في منشور Translational Psychiatry (https://www.nature.com/articles/s41398-018-0186-7).