كما يُظهر تحليل خاص أُجري في بلدان مختلفة، فإن إنتاج الغذاء الكافي وحده لا يضمن الحفاظ على صحة الإنسان على المستوى الأمثل. لذا، لا بد من ثقافة غذائية عالية.
هناك أدلة واضحة على تأثير الغذاء والتغذية على العديد من الخصائص البيولوجية المهمة للجسم، وخاصة على متوسط العمر المتوقع، والشيخوخة، ووقت الأداء الأمثل لأنظمته الفسيولوجية.
تُولي نظرية التغذية الكافية أهمية كبيرة لأنظمة الجسم الدفاعية ضد تغلغل مختلف المواد الضارة في بيئته الداخلية. ينبغي اعتبار دخول العناصر الغذائية إلى الجهاز الهضمي ليس فقط وسيلةً لتجديد الطاقة والمواد البلاستيكية، بل أيضاً كعاملٍ تحسسيٍّ وسامٍّ.
من وجهة نظر نظرية التغذية الكافية، فإن الأنظمة الغذائية الأولية معيبة لأسباب عديدة، وعلى وجه الخصوص لأنها تعطل خصائص ونسبة التدفقات الغذائية (الغذائية) والسامة بسبب فقدان الوظائف الوقائية للهضم الغشائي والتغيرات في البيئة الداخلية.
وفقًا لنظرية التغذية المتوازنة، فإن استعمار الجهاز الهضمي للكائنات الحية العليا بواسطة النباتات البكتيرية هو أحد الآثار الجانبية غير المرغوب فيها وإلى حد ما ضار.
من أجل فهم الاختلافات بين النظريتين وأسباب تحول النظرية الكلاسيكية إلى عنصر مهم في نظرية أكثر عمومية للتغذية الكافية، من الضروري تحديد الأحكام الرئيسية والنتائج النظرية والتوصيات العملية للنظرية الجديدة ومقارنتها بالنظرية الكلاسيكية.
تتميز نظرية التغذية المتوازنة بدقة مبادئها واتساقها. وهي أساس جميع مفاهيم التغذية الحديثة، وقد أتاحت تفسيرًا علميًا لاحتياجات الغذاء من الطاقة والبلاستيك ومكونات أخرى.
من الأفكار المنبثقة عن نظرية التغذية المتوازنة إيجاد غذاء مثالي وتغذية مثالية. في أواخر القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين، برز المفهوم الأساسي لتحسين الغذاء والتغذية.
