النظام الغذائي في حالات التسمم: القواعد العامة

يعد النظام الغذائي للتسمم طريقة أساسية لاستعادة الحالة الطبيعية ووظيفة الجهاز الهضمي عندما تتضرر الأغشية المخاطية بسبب السموم أو البكتيريا أو الميكروبات التي تدخل الجسم عند استهلاك المنتجات الغذائية ذات الجودة الرديئة.

يتم تعريف رد فعل الجسم للتسمم الغذائي في شكل غثيان، قيء، إسهال، تقلصات في البطن، ضعف، قشعريرة، وغالبا ارتفاع في درجة الحرارة على أنه التهاب المعدة والأمعاء الحاد، التهاب المعدة والأمعاء السام الحاد، التهاب المعدة والأمعاء البكتيري، أو التهاب الأمعاء البكتيري المعدي.

بغض النظر عن المصطلحات (ففوارقها في هذه الحالة ليست مهمة بشكل خاص)، ففي كل الأحوال، يعد اتباع نظام غذائي ضروريًا للتسمم المعوي.

[ 1 ]، [ 2 ]

النظام الغذائي للتسمم الغذائي

يبدأ علاج التسمم الغذائي فقط بعد غسل المعدة وأخذ المواد الماصة، أي إزالة بقايا ما تم تناوله والمواد السامة.

بعد ذلك، يبدأ النظام الغذائي للتسمم الغذائي بالتوقف المؤقت عن تناول أي طعام واستبداله بالسوائل وبكميات متزايدة. الصيام ليوم أو يومين يمنح الجهاز الهضمي استراحة، وبالتالي يُهيئ الظروف المثلى للتخلص من آثار "الحادث" المعوي.

لكن شرب كمية كبيرة من السوائل ضروري ليس فقط لتعويض ما فقدته أثناء القيء والإسهال، ولتطبيع استقلاب الماء والكهارل، بل أيضًا لإخراج السموم من الجسم نهائيًا. ويشير أطباء الجهاز الهضمي إلى أن الحد الأدنى المطلوب من السوائل للبالغين في مثل هذه الحالات هو لتران يوميًا.

يُنصح بشرب الماء النقي بانتظام (إذا كان معدنيًا، فاختر غير الغازي فقط)، والشاي غير المُحلى (الأخضر والأسود)، وكومبوت الفواكه المجففة، ومغلي ثمر الورد؛ وفي حالة الإسهال الشديد، يُنصح بشرب مغلي الأرز الأبيض المخاطي. درجة الحرارة المثلى للمشروبات هي حوالي +25 درجة مئوية. يُنصح بشرب الماء بانتظام (2-3 مرات كل ساعة)، ولكن بكميات صغيرة (60-80 مل)؛ يُنصح بشرب السائل على رشفات صغيرة لتجنب تشنجات عضلات المريء والرغبة في التقيؤ. بالتناوب مع السوائل الأخرى، يُنصح أيضًا بتناول محاليل خاصة لعلاج الجفاف (مثل ريجيدرون، تريجيدرون، جلوكوسولان، إلخ).

ما هو النظام الغذائي المناسب للتسمم؟ بالطبع، نظام لا يُسبب تهيجًا كيميائيًا أو ميكانيكيًا أو حراريًا للمريء والمعدة، ولا يُسبب فرطًا في حركة الأمعاء، أي أن يكون النظام الغذائي مُقتصدًا قدر الإمكان. يجب ألا يتجاوز استهلاك السعرات الحرارية اليومي 2000 سعرة حرارية، مع الحد من الدهون والكربوهيدرات، ويُفضل سلق الطعام أو طهيه على البخار. يُنصح بتناول كميات صغيرة تصل إلى 6-7 مرات يوميًا.

خلال اليومين الأولين بعد ظهور الأعراض الحادة، تتضمن قائمة النظام الغذائي للتسمم البسكويت مع الشاي والعصيدة. ولا ينبغي شراء البسكويت من المتاجر، بل على شكل خبز قمح أبيض مجفف جيدًا. أما العصيدة شبه السائلة غير المحلاة المطبوخة في الماء - مثل الأرز والحنطة السوداء - فيجب غليها جيدًا حتى تصبح متجانسة. لا يحتوي كل من الحنطة السوداء والأرز على بروتين الغليادين النباتي (الغلوتين)، ويتم هضمهما بالكامل في المعدة، لذا فهما لا يُثقلان الأمعاء الغليظة. ولكن هناك بعض الشكوك حول دقيق الشوفان المُوصى به كثيرًا. يحتوي الشوفان على بروتين البرولامين، المعروف بصعوبة هضمه في الأمعاء الدقيقة، أي أنه يُثقلها ويُعتبر مُلينًا للكثيرين... من ناحية أخرى، يحتوي دقيق الشوفان على كمية كبيرة من النشا، الذي يتحول عند طهي العصيدة إلى مخاط، وهو مفيد للأمعاء المتهيجة. وقد تم حل هذه المعضلة من قبل خبراء التغذية الذين يؤكدون أن النظام الغذائي للتسمم الغذائي يجب أن يتضمن دقيق الشوفان.

[ 3 ]، [ 4 ]

النظام الغذائي للتسمم عند الطفل

يتم علاج التسمم الغذائي عند الأطفال وفقًا لنفس القواعد المتبعة مع البالغين. إذا حدث التسمم لطفل يرضع رضاعة طبيعية، فيتم تقليل حجم الحليب بنسبة 40٪ لمدة يومين، ولكن يتم زيادة عدد الرضعات. ومن الضروري إعطاء الطفل شيئًا للشرب لتجنب الجفاف. يكون حساب المعيار اليومي للماء (أو محلول الإماهة) كما يلي: لكل كيلوغرام من وزن جسم الطفل الذي يتراوح عمره بين 1 و12 شهرًا، يلزم 150-180 مل من السوائل؛ يتم تقسيم الحجم بالكامل على 18-20 ساعة للحصول على حجم السائل لكل ساعة. على سبيل المثال: يزن الطفل 10 كجم، مما يعني أنه يحتاج إلى 1500 مل من الماء يوميًا (150 مل × 10)؛ يلزم 75 مل من الماء لكل ساعة (1500 مل: 20). يجب إعطاء هذه الـ 75 مل للطفل ليشربها على مدار ساعة، ولكن ليس دفعة واحدة، ولكن ملعقة صغيرة كل 10 دقائق. ويجب أن يتم ذلك حتى يتوقف القيء والإسهال.

وفي الأيام التالية، من الضروري زيادة حجم الطعام تدريجيًا (لا يزيد عن 15% يوميًا) حتى يعود إلى كميته الطبيعية.

النظام الغذائي المُتبع في حالات التسمم لدى الأطفال الأكبر سنًا - سواءً من حيث القيود على المنتجات أو طرق الطهي أو النظام الغذائي - هو نفسه المُتبع لدى البالغين، ولكن مع استبعاد الحليب لمدة ١٢-١٤ يومًا على الأقل. يُهضم اللاكتوز (سكر الحليب) الموجود في الحليب في الأمعاء الدقيقة، وبعد التسمم يجب إعطاؤه وقتًا ليتعافى تمامًا.

[ 5 ]

النظام الغذائي للتسمم الكحولي

يتكون النظام الغذائي للتسمم الكحولي، أي الكحول الإيثيلي، من شرب الكثير من السوائل وتناول المواد الماصة، على سبيل المثال، الكربون المنشط - أربعة أقراص كل 2-2.5 ساعة.

تشمل علامات التسمم الكحولي احمرار الوجه، وفقدان التوازن، وزيادة التعرق، والصداع، وعدم انتظام ضربات القلب، والرعشة - لا يعاني جميع المصابين من القيء، ولا يوجد إسهال. ويرجع ذلك إلى أن نسبة الكحول في الدم (0.3-0.5%) تُعدّ سمًا قويًا للجهاز العصبي المركزي والقلب، وبالطبع الكبد. أي أن الجهاز الهضمي لا يتفاعل مع التسمم الكحولي... بل يتفاعل، ولكن ليس فورًا، ومع الإدمان المستمر على الكحول، يؤدي ذلك إلى التهاب المعدة وقرحة المعدة وتليف الكبد. لكننا لا نتحدث هنا عن هذا، بل عن نوع النظام الغذائي المُناسب للتسمم الكحولي الذي يُساعد على التخلص من أعراضه.

في هذه الحالة، لا يهم الطعام، الشيء الرئيسي هو شرب السوائل: الشاي المحلى بالليمون، الحليب، الكومبوت، عصائر الفاكهة أو الماء مع العسل الطبيعي.

أما بالنسبة للمنتجات الموصى بها في مثل هذه الحالات، فمن الأفضل تناول كميات خفيفة لعدة أيام: حساء الخضار، اللحوم الخالية من الدهون، العصيدة (دقيق الشوفان والحنطة السوداء)، الجبن القريش، الكفير.

[ 6 ]، [ 7 ]

وصفات غذائية للتسمم

وصفات الحمية الغذائية للتسمم ليست صعبة من الناحية الطهوية، ولكن هناك بعض التفاصيل الدقيقة في تحضيرها. على سبيل المثال، نفس عصيدة الأرز والحنطة السوداء.

لكي تُصبح هذه الأطباق البسيطة مُكوّنًا فعالًا في علاج التسمم الغذائي، يجب طهيها بشكل صحيح. لكي يغلي الأرز والحنطة السوداء جيدًا وتصبح العصيدة لزجة، يُنصح بسكب الحبوب المغسولة في ماء بارد، وليس مغليًا. ويُنصح بإضافة الملح فقط في نهاية الطهي. بالمناسبة، الحنطة السوداء مفيدة ليس فقط للعصيدة، بل أيضًا للحساء.

شوربة الحنطة السوداء الغذائية

لتحضير الحساء، ستحتاج إلى: لتر ونصف من الماء، نصف كوب من الحنطة السوداء، حبتان متوسطتا الحجم من البطاطس، جزرة صغيرة، و25 غرامًا من الزبدة. صب الماء البارد على الحنطة السوداء المغسولة، واتركها حتى تغلي، ثم خفّض الحرارة، واتركها تُطهى لمدة 10 دقائق. ثم ضع البطاطس والجزر المقشرين والمبشورين في المقلاة، وأضف الملح، واتركها تُطهى لمدة 20 دقيقة أخرى تقريبًا - حتى تنضج الحنطة السوداء والخضراوات. أضف الزبدة قبل انتهاء الطهي. قبل التقديم، يمكنك تقطيع الحساء بالخلاط.

إن المبادئ التي يعتمد عليها النظام الغذائي للتسمم سليمة من الناحية الفسيولوجية، وبالتالي فإن مثل هذا النظام الغذائي سيساعد في القضاء بسرعة على عواقب التسمم الغذائي.

[ 8 ]

ماذا يمكنك أن تأكل إذا كنت مسموما؟

لا يُسمح بتناول منتجات أخرى إلا بعد استقرار الحالة (توقف القيء وانخفاض شدة الإسهال). بالإضافة إلى ما سبق ذكره، تشمل قائمة المنتجات المسموح بها في النظام الغذائي للتسمم المعوي: حساء اللحم الخفيف أو مرق الدجاج (مع الأرز أو الحنطة السوداء)، حساء هريس الخضار، البطاطس المهروسة شبه السائلة، اللحم قليل الدهن المسلوق أو المطهو على البخار (مفروم)، الأسماك البحرية قليلة الدهن (مسلوقة أو مطهوة على البخار)، البيض (عجة مطهوة على البخار أو نصف سلق)، الجبن القريش قليل الدسم، منتجات الحليب المخمر ليوم واحد (الكفير، الزبادي)، الزبدة (في الأطباق فقط وبكمية لا تزيد عن 30 غرامًا يوميًا).

بعد ذلك، يُمكن استخدام التفاح والكمثرى المخبوزة (بدون سكر)، والخضراوات المسلوقة المهروسة، والعصيدة المُضاف إليها الحليب (بنسبة ١:٣ مع الماء)، وهريس الفاكهة (باستثناء البرقوق) في قائمة النظام الغذائي لعلاج التسمم. بعد ٨-١٠ أيام، يُمكنك تجربة تناول الخضراوات والفواكه الطازجة الخالية من الألياف الخشنة تدريجيًا.

ما الذي لا يجب عليك تناوله إذا كنت مسمومًا؟

يمكن تحديد ما لا يُسمح بتناوله عند التسمم من خلال طريقة الاستبعاد. ونتيجةً لذلك، يُحظر تناول ما يلي:

• اللحوم الدهنية والدواجن والأسماك؛
• أي خبز طازج، وكذلك المخبوزات؛
• الحليب كامل الدسم والأجبان الصلبة؛
• جميع أنواع النقانق وجميع الأطعمة الشهية المصنوعة من اللحوم؛
• الشعير اللؤلؤي، الدخن، عصيدة الشعير؛
• المخللات واللحوم المدخنة والمعلبات والصلصات والتوابل؛
• الملفوف الأبيض، البنجر، الفجل، الفجل الحار، البصل، الثوم؛
• البقوليات؛
• الفطر؛
• العنب، المشمش، المشمش المجفف، التمر، البرقوق؛
• جميع منتجات الحلويات؛
• القهوة والكاكاو والمشروبات الغازية والكحولية.