يستمر العلماء في البحث عن طرق لتجديد شباب

أثارت تجربة حديثة لنقل بلازما الدم من قوارض صغيرة إلى حيوانات مُسنّة، والتي أظهرت نتائج فعّالة للغاية، حماسةَ الأوساط العلمية والجمهور على حد سواء. بدأ العلماء بمناقشة الآفاق المُحتملة لهذا الاكتشاف، ولكن في الواقع، من السابق لأوانه الجزم بأن نقل الدم "الصغير" يُمكن أن يُحسّن بالفعل حالة كبار السن.

على الرغم من أن التجارب المتعلقة بنقل الدم تعتبر جديدة نسبيا، إلا أن بيتر ثيل، وهو مستثمر كبير في فيسبوك، أصبح مهتما بحقن الدم التجديدي، وهناك شركة واحدة على الأقل تعمل بالفعل على تطوير عقاقير تعتمد على طريقة التجديد هذه.

لكن مؤخرًا، نُشر مقال في إحدى المجلات العلمية المرموقة، شكك فيه العلماء في طريقة تجديد الشباب باستخدام "الدم الشاب". وكما أظهرت تجارب لاحقة، لم يُلاحظ دائمًا تأثير إيجابي بعد نقل الدم بين حيوانات التجارب من مختلف الأعمار. فدم الحيوان الشاب لا يؤثر على جسم الحيوان المسن، ولكن على العكس، تبيّن أن الدم القديم يُشكل خطرًا على الكائن الحي الشاب، ويُسبب عددًا من المشاكل الصحية، لا سيما في الأعضاء الداخلية.

يفترض العلماء أنه طوال الحياة، تتراكم الجزيئات في خلايا الدم التي تكمن وراء شيخوخة الجسم، وتؤكد التجارب حقيقة أن الدم الشاب ليس علاجًا. أجرت رئيسة المجموعة العلمية، إيرينا كونبوي، تجربة في عام 2005 لدمج كائنات حية من قوارض صغيرة وكبيرة السن جراحيًا. تسمى الطريقة التي استخدمها فريق كونبوي "التصاق الأنسجة" وتتضمن تبادلًا حرًا للدم بين الكائنين الحيين. خلال التجربة، وُجد أن الفأر المسن قد خضع لترميم الأنسجة التي خضعت لتغيرات مرتبطة بالعمر. بدأت الشائعات تنتشر على الفور في الصحافة بأن الدم الشاب يساعد على تجديد الشباب. لكن العلماء يلاحظون أنه مع التصاق الأنسجة، لا يتم تبادل الدم فقط، بل حصل القارض المسن أيضًا على فرصة استخدام الأعضاء الداخلية للفأر الصغير، وخاصة قلبه ورئتيه. في الدراسة الأخيرة، استخدم العلماء طريقة أخرى، تم فيها تبادل الدم فقط. بعد شهر، فحص المتخصصون صحة القوارض التجريبية، وشعروا بالحيرة - لم يؤثر تبادل الدم على حالة الفأر المسن، وظلت حالته على حالها، بينما طرأت تغييرات كبيرة على جسم القارض الصغير، ولم تتحسن حالته. بدأت جميع أعضائه الداخلية تتدهور، وخاصةً خلايا الدماغ.

يعتقد الخبراء أن الجزيئات التي تتراكم في الدم طوال الحياة يمكن أن تؤثر على نمو الخلايا وتطورها، وتحديدًا على إيقاف هذه العمليات. ووفقًا لكونبوي، قد تكون هذه الجزيئات أقوى من الجزيئات الموجودة في خلايا الدم الفتية، مما أدى إلى تدهور حاد في صحة القوارض الصغيرة بعد تبادل الدم مع الحيوانات الأكبر سنًا.

يواجه العلماء الآن مهمة تحديد هذه الجزيئات في الدم. يوجد الكثير منها في الدم القديم، ولكن من المحتمل وجود مجموعة رئيسية من الجزيئات تتحكم في جميع الجزيئات الأخرى. ويعتزم العلماء تحديد كيفية تفاعل الكائن الحي القديم مع مختلف تأثيرات هذه الجزيئات.

اتضح أن العلماء دحضوا الاعتقاد السائد بأن نقل الدم الشاب قد يؤثر على عملية الشيخوخة ويجدد شباب الجسم. لكن الدراسة الجديدة قد تساعد العلماء في إيجاد طريقة لإعادة ضبط الساعة البيولوجية.

[ 1 ]، [ 2 ]