الصلع علامة على وجود مشاكل في القلب

أفاد باحثون يابانيون بأن الرجال الذين يصابون بالصلع مع التقدم في السن أكثر عرضة للإصابة بأمراض القلب مقارنةً بمن يحتفظون بشعر كثيف حتى سن الشيخوخة. ووفقًا للبيانات الأولية، يُلاحظ هذا النمط لدى الذكور فقط، بينما لا يؤثر وجود الشعر على أمراض القلب لدى النساء.

وفقًا للخبراء، فإن الرجال الذين يبدأ لديهم الصلع في أعلى أو مؤخرة رؤوسهم في سن 30-35 معرضون للخطر. إذا بدأ الصلع في الصدغين، ينخفض خطر الإصابة بأمراض القلب بشكل طفيف. الرجال الذين يبدأ لديهم الصلع في سن مبكرة والذين يفقدون الكثير من الشعر في وقت قصير هم الأكثر عرضة للإصابة بأمراض القلب في المستقبل.

في الوقت الحالي، لا يستطيع العلماء تقديم تفسير منطقي للعلاقة بين مشاكل القلب والصلع. يرى بعض الخبراء أن الصلع يمكن اعتباره أحد أعراض أمراض القلب والأوعية الدموية الخطيرة. بينما يعتقد آخرون أن تساقط الشعر (الصلع) ليس علامة على أمراض القلب، بل هو مرض خفي قد يُسبب أمراض القلب بعد فترة (مثل مقاومة الجسم للأنسولين وعدم حساسيته له، أو الالتهاب المزمن، أو الحساسية الهرمونية).

في إطار العمل على هذه القضية، أجرى متخصصون يابانيون تحليلًا مقارنًا لست دراسات سابقة تناولت العلاقة بين أنواع مختلفة من الثعلبة وأمراض القلب متفاوتة التعقيد. شارك في جميع التجارب أكثر من 37 ألف متطوع من الذكور الذين يعانون من تساقط الشعر. على مدار أحد عشر عامًا، راقب الأطباء المشاركين، ودرسوا تاريخهم الطبي، وتحققوا من نتائج الاختبارات. أظهرت نتائج الدراسة أن الرجال الذين فقدوا معظم شعر فروة رأسهم في منتصف العمر أكثر عرضة للإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية بنسبة تزيد عن 30%. وترتفع هذه النسبة إلى 44-45% عند بلوغهم سن 65 عامًا.

أظهرت دراسات سابقة أجراها علماء من دول أخرى أن الرجال الذين يعانون من الصلع التدريجي غالبًا ما يعانون من داء القلب الإقفاري. هذا الداء هو حالة مرضية تُسبب ضعفًا في إمداد عضلة القلب بالدم. بمعنى آخر، تحتاج عضلة القلب (عضلة القلب التي تُشكل الجزء الأكبر من كتلتها) إلى كمية من الأكسجين أكبر مما تتلقاه فعليًا مع الدم.

قام علماء بريطانيون بتحليل الأبحاث التي أُجريت في جامعات طوكيو (اليابان) وشاركوا نتائجهم واستنتاجاتهم. أفاد ممثل عن مؤسسة القلب البريطانية بأنه في الوقت الحالي، لا يملك المتخصصون معلومات دقيقة كافية تؤكد العلاقة بين الصلع وأمراض القلب. يعتقد البريطانيون أن السمنة، وقلة النشاط البدني، وإدمان النيكوتين والمشروبات الكحولية، يمكن اعتبارها مؤشرات على مشاكل قلبية وشيكة. هذه العوامل هي التي يجب الاهتمام بها أكثر من الصلع المبكر، الذي قد لا يكون له أي علاقة بأمراض القلب والأوعية الدموية.

[ 1 ]