يمكن أن يساعد التحفيز الكهربائي في تحسين الذاكرة

يمكن لإجراءات محددة من التحفيز الكهربائي القشري أن تُحسّن وظائف مناطق معينة من الدماغ بشكل ملحوظ. وقد توصل متخصصون من جامعة بوسطن إلى هذا الاستنتاج بعد إجراء دراسة شملت مشاركين متطوعين من كبار السن.

كان متوسط أعمار المتطوعين 75 عامًا. كُلِّفوا بحفظ عشرين كلمة، وتكرارها بانتظام على فترات منتظمة. كما خضع بعض المشاركين لتحفيز تيار متردد عبر الجمجمة بتثبيت أقطاب كهربائية في منطقة الرأس. مُرِّر تيار كهربائي ضعيف عبر الجلد والأنسجة العظمية للجمجمة، وتأثرت منطقتان من القشرة المخية. عُرِّضت كل منطقة لتيار بتردد مختلف.

يشرح العلماء جوهر التجربة على النحو التالي. لكل منطقة قشرية ترددها الخاص من الخلايا العصبية. مع مرور السنين، تنخفض هذه الترددات، مما قد يؤثر سلبًا على جودة الذاكرة. وقد وضع الباحثون هدفًا يتمثل في إجبار الخلايا العصبية على استعادة التردد المفقود.

في النهاية، تحقق الهدف. تحسّنت ذاكرة المشاركين الذين خضعوا للتحفيز بنسبة 60% في المتوسط. وفي الوقت نفسه، كان تأثير التحسن طويل الأمد - شهرًا واحدًا على الأقل.

غطّى التحفيز الكهربائي منطقتي الفص الجبهي والجداري السفلي من القشرة المخية. عند التأثير على هذه المنطقة، تم تحسين ما يُسمى بالذاكرة العاملة، أي عملية نشاط الذاكرة الحالية. تستقر المعلومات في خلايا هذه الذاكرة، ولكن ليس لفترة طويلة، إذ تُستبدل ببيانات جديدة. يتمثل تحسن عملية العمل هذه بعد التحفيز في أن المتطوعين تذكروا بشكل أفضل كلمات الجزء الأخير من سلسلة المفردات المقترحة.

ولكن تحفيز المنطقة الأمامية من الدماغ أدى إلى تحسين الذاكرة طويلة المدى: حيث تذكر المشاركون الكلمات الموجودة في بداية القائمة بشكل أفضل.

بالإضافة إلى ذلك، قام الباحثون أيضًا بإلغاء تأثير "المهدئ" بمحاكاة عملية التحفيز الكهربائي لدى بعض المشاركين. وظلت ذاكرة هؤلاء المشاركين عند نفس المستوى.

لا تعد مثل هذه التجارب فريدة من نوعها، ولكن في نهاية هذا العمل، أكد الخبراء بشكل لا لبس فيه أن التحفيز الكهربائي له تأثير تحسيني واضح.

تجدر الإشارة أيضًا إلى بعض الفروق الدقيقة في الدراسة. لم يُشخَّص أيٌّ من المشاركين بالخرف الشيخوخي، بل بـ"النسيان المرتبط بالعمر" فقط. ومن المرجح أن يُجرى قريبًا بحثٌ لتقييم فعالية التحفيز الكهربائي لدى مرضى الزهايمر.

وصف العلماء نتائج التجربة بأنها ممتازة وواعدة. وقد أثبت إجراء تيار الدماغ نفسه فعاليته، بل ورخصه نسبيًا.

يمكن العثور على التفاصيل الكاملة ونتائج العمل العلمي على صفحة Nature Neuroscience على الويب