يمكن للبكتيريا أن تحفز داء السكري من النوع الأول

في جامعة كارديف، وجد متخصصون أن أحد أسباب داء السكري من النوع الأول قد يكون البكتيريا، التي "تجبر" الجهاز المناعي على العمل ضد الجسم وتدمير خلايا البنكرياس المنتجة للأنسولين. في دراسات سابقة، وجد العلماء أن نوعًا معينًا من خلايا الدم البيضاء (الخلايا الليمفاوية NKT) يدمر الخلايا المنتجة للأنسولين، بينما تحمي هذه الخلايا الجسم من مختلف أنواع العدوى داخل الخلايا والأورام.

هدفت الدراسة الجديدة إلى تحديد أسباب هذا السلوك الخلوي، حيث تم استخراج الخلايا الليمفاوية NKT من جسم متطوع مصاب بمرض السكري من النوع الأول وتحليلها.

وفقًا للدكتور ديفيد كول، تراقب المستقبلات الموجودة على سطح الخلايا الليمفاوية البيئة المحيطة وترسل إشارات لاتخاذ إجراءات إضافية. وخلال دراسة الخلايا الليمفاوية، وجد العلماء أنها تتأثر أحيانًا بالبكتيريا المسببة للأمراض، مما يُغير سلوكها ويُجبرها على مهاجمة خلايا بيتا، مما يُحفز تطور مرض السكري من النوع الأول.

وأشار المؤلف الرئيسي لمشروع البحث إلى أن الخلايا الليمفاوية NKT تحمي أجسامنا بشكل فعال من الالتهابات المختلفة، ومع ذلك، عندما تبدأ هذه الخلايا "بالعمل" ضد الجسم، فمن الممكن حدوث عواقب وخيمة.

نشر العلماء نتائج دراستهم في إحدى المنشورات العلمية. ووفقًا للفريق البحثي نفسه، تُعد هذه الدراسة الأولى التي تُظهر بوضوح أن البكتيريا قادرة على التأثير على الخلايا وتغيير سلوكها، بل إن هذا الاكتشاف يُعطي زخمًا لدراسة آلية عمل أمراض المناعة الذاتية الأخرى. وأشار البروفيسور كول إلى أن العلماء لا يزال أمامهم الكثير من العمل قبل أن يتمكنوا من تحديد الأسباب الحقيقية لتطور داء السكري من النوع الأول. من المعروف اليوم أن العوامل البيئية والوراثية يمكن أن تؤثر على تطور المرض، لكن الدراسة الأخيرة أضافت عوامل خارجية إلى القائمة.

يصيب داء السكري من النوع الأول الأطفال والمراهقين بشكل رئيسي، وفي معظم الحالات لا يرتبط المرض بنظام غذائي معين. لم تُدرس أسباب هذا النوع من السكري إلا بشكل محدود حتى الآن، ولا يوجد علاج محدد يُساعد في التعامل مع الأعراض الشديدة للمرض لفترة طويلة. لكن يأمل العلماء أن تُسهم الدراسة الجديدة في فهم آلية تطور هذا النوع من السكري بشكل أفضل، وتطوير طريقة علاج فعالة.

يؤدي داء السكري إلى عواقب وخيمة، فوفقًا لبعض البيانات، يُعاني ملايين الأشخاص حول العالم من هذا المرض. ومع ذلك، يتوقع العلماء زيادةً في معدل الإصابة به بمقدار الضعف على الأقل بحلول عام ٢٠٢٥. ويُفترض أنه كل ١٠ ثوانٍ في العالم، يُشخَّص داء السكري لدى مريضين جديدين، أي ما يُقارب ٧ ملايين حالة سنويًا، ويُكتشف حوالي نصف هذه الحالات في الفئة العمرية بين ٤٠ و٦٠ عامًا، ويعيش أكثر من نصف المرضى في الدول النامية.

وتُلاحظ الحالة الأكثر خطورة في منطقة الشرق الأوسط وأستراليا ودول البحر الكاريبي، حيث أن 20% من المرضى هم من الأطفال (12 سنة فأكثر).

[ 1 ]، [ 2 ]، [ 3 ]، [ 4 ]، [ 5 ]، [ 6 ]