يمكن للدماغ البشري التعامل مع مظاهر مرض الزهايمر من تلقاء نفسه

يمتلك الدماغ البشري القدرة على تفعيل آلية مستقلة تُعوّض التغيرات المبكرة الناجمة عن مرض الزهايمر. هذا ما توصل إليه متخصصون من جامعة كاليفورنيا. وكما اتضح، يستطيع الدماغ استخدام مصادر مساعدة للحفاظ على وظائف التفكير. ومع ذلك، لا يمكن تفعيل هذه الآلية لدى الجميع.

أجرى فريق من الباحثين دراسة على 71 شخصًا لم تظهر عليهم أي علامات للخرف العقلي. أظهرت فحوصات الدماغ وجود رواسب أميلويد في أدمغة 16 منهم، وهي أولى علامات مرض الزهايمر. خلال التجربة، طلب المتخصصون من المتطوعين تذكر عدة صور بعناية بينما كان العلماء يفحصون أدمغتهم.

عندما طُلب من المشاركين تذكر الصور المعروضة عليهم، أظهر معظمهم نتائج جيدة. لكن الأشخاص الذين لديهم رواسب أميلويد أظهروا نشاطًا دماغيًا أعلى، أي أن أدمغتهم أنفقت موارد أكبر لتذكر سلسلة الصور، وهي آلية تكيف.

في الوقت الحالي، لا يستطيع العلماء تفسير قدرة الدماغ على الحفاظ على قدرته على العمل من خلال إصلاح الضرر الناتج عن المرض. كما يخطط المتخصصون لمعرفة سبب زيادة نشاط مناطق معينة من الدماغ لدى بعض المرضى الذين يعانون من رواسب الأميلويد. ولا يستبعد المتخصصون، بشكل عام، أن تكون آلية إصلاح الضرر أكثر فعالية لدى الأشخاص الذين مارسوا العمل العقلي طوال حياتهم ودرّبوا أدمغتهم بنشاط.

يخشى أكثر من نصف الأشخاص الذين تزيد أعمارهم عن 50 عامًا الإصابة بالخرف الشيخوخي (واحد فقط من كل 10 يخشى السرطان). أجرت شركة ساغا استطلاعًا شارك فيه نصف ألف بريطاني مسن. خلال الاستطلاع، حدد المشاركون المرض الذي يخشونه أكثر. أعرب ما يقرب من 70% من المشاركين عن خوفهم من الإصابة بالخرف الشيخوخي، بينما خاف حوالي 10% من السرطان. من بين الأمراض الأخرى التي أثارت خوفًا أقل بين المشاركين في الاستطلاع: أمراض القلب (حوالي 4%) والسكري (حوالي 1%).

يتميز الخرف الشيخوخي بتدهور مستمر في الوظائف الإدراكية، وفقدان المعرفة والمهارات المكتسبة سابقًا، وصعوبة في تعلم معلومات جديدة. تشمل الأعراض الشائعة للخرف الشيخوخي فقدان الذاكرة، وصعوبة التفكير، والتحدث، وغيرها.

من المفهوم أن يخشى كبار السن الخرف، فهو التشخيص الأكثر شيوعًا في هذه السن. في المملكة المتحدة، يعاني أكثر من 800 ألف شخص من الخرف.

وتستمر الأبحاث في هذا المجال، ولا يتخلى المتخصصون عن الأمل في إيجاد طريقة جديدة فعالة لمكافحة هذا المرض الرهيب أو تحسين نوعية حياة المرضى بشكل كبير.

أشارت جمعية ألزهايمر الخيرية إلى أن الخوف من الخرف الشيخوخي قد يكون مرتبطًا بفقدان الفرد لذاته. لكن كثيرًا من الناس يُشخَّصون متأخرًا، إذ يخشون زيارة الطبيب عند ظهور أولى علامات المرض.