كلما كان الكوب أكبر، كلما أردت أن تشرب أكثر.

اكتشف متخصصون من كامبريدج، بالتعاون مع زملائهم من جامعة بريستول، أنه كلما كَبُر حجم الكأس، زادت رغبة الشخص في الشرب. أجرى العلماء دراستهم في أحد مطاعم كامبريدج، حيث راقبوا الزوار. شملت الدراسة نادلًا في المطعم، قام بسكب النبيذ في أكواب بسعات مختلفة للزوار الذين طلبوه، ولكن تكلفة الطلب كانت واحدة. قُدِّم للزوار نفس كمية النبيذ، ولكن في أكواب بسعات مختلفة - 250 و300 و370 مل. ونتيجة لذلك، وجد العلماء أن الناس شربوا النبيذ بشكل أسرع في أكواب أكبر وطلبوا حصة إضافية؛ في المتوسط، شرب الزوار الذين تم إحضار النبيذ إليهم في أكواب بسعة 370 مل أكثر بنسبة 10%، مقارنةً بالزوار الذين شربوا من أكواب بسعة 250 و300 مل.

وبحسب الخبراء فإن الأشخاص الذين يشربون من أكواب أكبر حجماً يشعرون بصرياً بكمية أقل من الكحول، وهو ما ساهم في رغبتهم في طلب حصة أخرى من النبيذ.

يعتقد العلماء أن الميزة المُكتشفة ستُتيح دراسةً أعمق لآليات تطور إدمان الكحول، وربما تُقرر السلطات حظر استخدام الكؤوس الكبيرة في المطاعم والمقاهي قانونيًا للحد من عدد مدمني الكحول. يُمثل تعاطي الكحول مشكلةً خطيرةً في العديد من البلدان، إذ غالبًا ما يُسبب تناول الكحول بكميات كبيرة الإصابة بأمراض خطيرة مثل السكري والسرطان واختلال وظائف الكبد، لذا تُعدّ الدراسة الجديدة مهمةً لصحة جميع البلدان.

وتخطط مجموعة البحث لإجراء تجربة متكررة، ولكن في عدة مطاعم في وقت واحد، حتى تكون النتائج أكثر موثوقية.

تجدر الإشارة إلى أن هذه ليست الدراسة الأولى من نوعها؛ فقد وجد العلماء سابقًا علاقة بين حجم الطبق أو الكأس وكمية الطعام المأكول أو المشرب. ونتيجةً لذلك، كانت النتائج متقاربة: كلما كبر حجم الطبق، زادت كمية الطعام أو الشراب التي يتناولها الشخص.

توصل باحثون من جامعة كاليفورنيا بوليتكنيك إلى نتائج معاكسة تمامًا، حيث خلصوا إلى أن الشخص يأكل أقل من طبق كبير وعلى طاولة كبيرة. في هذه الدراسة، استخدم العلماء شرائح بيتزا بأحجام مختلفة. ووفقًا لخبراء كاليفورنيا، يتوقف الشخص على الطاولة الكبيرة عن التمييز بين أحجام البيتزا، ويرى كل شيء كبيرًا، ونتيجة لذلك، يتناول كمية أقل من الطعام.

لا يزال الكحول، سواءً في أكواب كبيرة أو صغيرة، يُشكل خطرًا على الصحة. في المملكة المتحدة، خلص العلماء إلى أن النبيذ أكثر ضررًا على الجسم من الفودكا، على الرغم من اختلاف تركيز المشروبين بشكل كبير (يحتوي النبيذ على حوالي 12% كحول، بينما تحتوي الفودكا على 40% كحول).

وفقاً للعلماء، فإن اختلاف تركيزات المشروبات هو ما يُؤدي إلى الاعتقاد الخاطئ بأن النبيذ أقل ضرراً، وهو في الواقع أحد أسباب إدمان الكحول. يشرب العديد من سكان بريطانيا النبيذ يومياً ويعتبرونه أمراً طبيعياً، ومن المحتمل أن يكون هذا الموقف تجاه الكحول قد أدى إلى احتلال البلاد المرتبة الثانية في تليف الكبد.