السويديون يكتشفون أنواعًا جديدة من سرطانات الدم

في السويد، اكتشف متخصصون نوعين جديدين من سرطان الدم يصيبان الأطفال أثناء الأبحاث. درس المتخصصون خلايا سرطانية لدى أطفال مصابين بسرطان الدم (شارك في الدراسة أكثر من 200 طفل)، واستخدموا تقنية جديدة - التسلسل الجيني - لدراسة جينوم الخلايا غير النمطية المكتشفة حديثًا بشكل أفضل.

يُعد سرطان الدم الليمفاوي الحاد أكثر أنواع السرطان شيوعًا لدى الأطفال، ويُعالَج حاليًا بنجاح كبير، إلا أن جسم الطفل يتعرض لتدخلات جراحية كبيرة، وهناك خطر كبير للإصابة بآثار جانبية خطيرة. يجب على الأخصائيين التمييز بين أنواع هذا المرض المختلفة لوصف العلاج المناسب، مع مراعاة شدة المرض في كل حالة على حدة، وهذا سيساعد أيضًا في تحديد حالات الانتكاس المحتملة.

كما هو الحال مع أشكال السرطان الأخرى، يحدث سرطان الدم لدى الأطفال بسبب طفرات جينية تحدث في الخلايا السليمة، مما يحولها إلى خلايا غير طبيعية.

يُعدّ تحديد التغيرات الحرجة في الخلايا السليمة المُسبّبة للسرطان أمرًا أساسيًا لفهم آلية تطور المرض وتطوير علاجات فعّالة. وقد استخدم العلماء في عملهم أسلوبًا بحثيًا جديدًا، وهو التسلسل الجيني، الذي مكّنهم من دراسة التغيرات التي تحدث في خلايا الدم السرطانية بدقة، ما مكّنهم من تحديد أنواع جديدة من سرطان الدم.

النوع الأول من السرطان يتطور عندما يتم تنشيط جين DUX4 غير النشط، أما النوع الثاني فيشبه شكلاً معروفاً سابقاً من سرطان الدم لدى الأطفال في أعراضه، إلا أن سبب المرض هو طفرات جينية مختلفة تماماً تحدث في خلايا الدم.

في دراسات سابقة لسرطانات الدم لدى الأطفال، حدد العلماء ستة أشكال رئيسية من سرطان الدم لدى الأطفال، بينما تظهر أنواع جديدة من سرطان الدم في 10% من الحالات. وأشار الباحثون أنفسهم إلى أن العمل كان مكثفًا وطويلًا، وكان من الصعب تحقيق نتائج مهمة لولا مساعدة متخصصين من معاهد بحثية أخرى في السويد وألمانيا. ويشير الخبراء إلى أن هذا العمل لم يذهب سدىً، وأن نتائج الدراسة ستساهم ليس فقط في تحسين أساليب تشخيص المرض، بل ستُسهم أيضًا في تطوير أساليب جديدة لعلاج مختلف أشكال سرطان الدم لدى الأطفال.

ابيضاض الدم الليمفاوي الحاد هو مرض خبيث يصيب الجهاز المكوِّن للدم. أثناء تطور المرض، تبدأ الخلايا الليمفاوية غير الناضجة بالتكاثر بشكل لا يمكن السيطرة عليه (هذه الخلايا هي الخلايا الأولية للخلايا الليمفاوية، وهي الخلايا الرئيسية في جهازنا المناعي). يحدث المرض في مرحلتي الطفولة والمراهقة، ولكنه غالبًا ما يصيب الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين سنة وست سنوات.

ويصاحب تطور المرض تلف الغدد الليمفاوية ونخاع العظم وبعض الأعضاء الداخلية.

لم تُحدَّد أسباب المرض بدقة حتى الآن، لكن يعتقد بعض الخبراء أن أحد العوامل قد يكون الأمراض المُعدية التي أُصيب بها الرضيع، بالإضافة إلى تأثيرات مُختلف العوامل المُطَفِّرة على جسم الأم أثناء الحمل (مثل الأشعة السينية، والعلاج الإشعاعي، والفيروسات، وتناول بعض الأدوية). كما تم تأكيد وجود صلة بين تطور المرض والتشوهات الكروموسومية الخلقية.

[ 1 ]، [ 2 ]، [ 3 ]، [ 4 ]، [ 5 ]، [ 6 ]