يمكن أن يساعدك الاختبار الجيني في تحديد الرياضة المناسبة لك

ربما لاحظ الجميع أن ليس كل نوع من التدريب يُحقق النتيجة المرجوة، وليس لكل رياضة نفس التأثير الإيجابي على الجسم. يُشير علماء الأحياء الأمريكيون إلى أن كل شخص لديه استعداد وراثي لنوع معين من الرياضة أو النشاط البدني. تُحدد البيانات الجينية نوع النشاط الذي سيكون ليس فقط الأكثر فائدة، بل الأكثر متعةً أيضًا لكل فرد.

يعتقد علماء الأحياء الأمريكيون أن بنية الحمض النووي تحتوي على معلومات حول ميل كل شخص لنوع معين من النشاط البدني والنشاط الرياضي. وقد نجح الأمريكيون حاليًا في إجراء اختبارات جينية تجريبية، مكّنتهم من تحديد الرياضة المناسبة لكل مشارك في التجربة. ويؤكد رئيس الدراسة أن هذه الاختبارات ستساعد الناس في المستقبل القريب على توفير قدر كبير من الوقت الذي يُقضى عادةً في البحث عن رياضتهم المفضلة.

وقد حدد الباحثون أن استجابة الشخص للإنجازات الرياضية والإصابات والتعافي والزيادة التدريجية في التوتر لا تعتمد فقط على الحالة البدنية العامة للجسم، ولكن أيضًا على الاستعداد الوراثي للتدريب.

يشارك أكثر من عشرين جينًا من بنية الحمض النووي في عمليات التعافي بعد التدريب، لذا قد تكون استجابة الجسم للرياضة غير متوقعة. يعتقد العلماء أن إجراء الاختبارات الجينية سيساعد في تحديد نوع الرياضة المناسب لكل شخص. الميزة التي لا شك فيها للاختبار الجيني هي أن تحديد نوع التدريب الأنسب يضمن نتيجة ثابتة في وقت قصير.

يعمل العلماء حاليًا على تطوير مجموعة أدوات تُسهّل تشخيص الاستعداد الوراثي للرياضة. سيُمكّن تحليل البيانات الوراثية الأولية من تحديد نوع الرياضة المناسب ونوع النشاط البدني المُوصى به في غضون ساعات قليلة. في السابق، أثبت متخصصون أوروبيون أن الأنشطة الرياضية لا تقتصر على تأثيرها الإيجابي على الجسم فحسب، بل تُحدث أيضًا تغييرات في الحمض النووي. وقد أظهرت العديد من التجارب أن التدريب اليومي المكثف يُمكن أن يُغير العمليات الداخلية في الجسم على المستوى الخلوي.

قارن العلماء المؤشرات الصحية للأشخاص الذين يتبعون نمط حياة خاملاً مع أولئك الذين يمارسون الرياضة بنشاط. أظهرت البيانات، التي حللها متخصصون من جامعات أوروبية، حدوث تغيرات في الحمض النووي للمشاركين الذين يمارسون الرياضة. أدت هذه التغيرات إلى تحسين مرونة الأنسجة العضلية وقدرتها على التحمل، بالإضافة إلى تحسين عملية الأيض.

كما ثبت أن الأنشطة الرياضية يمكن أن تمنع تطور مرض السكري وأمراض القلب والأوعية الدموية. فالتغيرات التي تطرأ على الحمض النووي تؤثر على تنظيم مستويات الجلوكوز في الجسم، كما تُسرّع عملية أيض السكر والدهون الداخلة إلى الجسم.