من يشربون القهوة أقل عرضة للمعاناة من الميول الانتحارية

أفاد خبراء من بريطانيا العظمى بأنه لا يوجد تقريبًا بين مُحبي القهوة أشخاصٌ يُعانون من الاكتئاب أو ميول انتحارية. ووفقًا لبعض العلماء، يُمكن إنقاذ الكثيرين من عواقب هذا المشروب العطري والمُنشط بفضله. وخلال دراسة البيانات الإحصائية حول حالات الانتحار في السنوات الأخيرة، اهتم علماء من جامعة هارفارد بحقيقة غريبة لم تُلاحظ من قبل: لم يكن بين مُنتحري البالغين مُحبو القهوة، أو حتى مُحبوها فقط.

على مدار عشرين عامًا، درس علماء بريطانيون هذا الموضوع، وخضع أكثر من 180 ألف شخص للمراقبة. وكل بضع سنوات، كان المشاركون في التجربة يملأون استبيانات تتضمن أسئلة، من بينها أسئلة حول موقفهم من القهوة. وبين عامي 1988 و2008، انتحر 277 شخصًا من أصل 184 ألفًا.

أظهرت الاستبيانات أن أياً من المنتحرين لم يُفضّل مشروب القهوة. وبعد تحليل البيانات، تمكّن العلماء من إثبات أن المواد الموجودة في القهوة يمكن أن تؤثر على مزاج الشخص وتُقلّل من احتمالية ميوله الانتحارية. ويعتقد العلماء أن من يشربون أكثر من 400 مل من القهوة القوية يومياً يكونون أقل عرضة لخطر الأفكار الانتحارية.

نشرت مجلة الطب النفسي البيولوجي البريطانية معلومات تفيد بأن محبي القهوة يقدمون على الانتحار أقل بعدة مرات من أولئك الذين يمتنعون عن شرب المشروب العطري.

اقرأ أيضًا: علماء: القهوة قد تقلل من خطر الإصابة بالاكتئاب

أكد خبراء التغذية من جامعة هارفارد افتراضات علماء النفس: في الواقع، تحتوي القهوة على مواد تؤثر على إدراك الواقع ومزاج الشخص. ويمكن اعتبار هذا المشروب وسيلة فعالة للتخلص من الأفكار الاكتئابية والانتحارية.

يعتقد خبراء التغذية في جامعة بريطانية أن تأثير القهوة على الحالة المزاجية يعود إلى محتواها العالي من الكافيين وخصائصها المميزة. حتى بجرعات صغيرة، يمكن للكافيين أن يكون له تأثير منشط ومحفز على الجهاز العصبي للإنسان. وبالتالي، تُسرّع القهوة نشاط القلب، وتزيد من معدل تكوين النواقل العصبية، كما أنها تعمل كمضاد خفيف للاكتئاب.

النواقل العصبية، المعروفة أيضًا بالوسطاء العصبيين أو ببساطة الرسل، هي مواد كيميائية فعالة تنقل النبضات الكهربائية بين الخلايا العصبية والأنسجة العضلية. من أشهر الوسطاء العصبيين المعروفين لدى الجميع الأدرينالين (هرمون يزداد إفرازه بشكل ملحوظ في المواقف العصيبة)، والسيروتونين (هرمون يصاحب نقصه زيادة في الحساسية)، والدوبامين (هرمون يسبب زيادة في معدل ضربات القلب). كل وسيط عصبي مسؤول عن حالة الجهاز العصبي البشري، بالإضافة إلى الحالة المزاجية والنفسية. لذا، فإن تناول كميات كبيرة من القهوة يضمن إنتاجًا مستقرًا للهرمونات التي يحتاجها الجسم، ويمنع الميول الانتحارية.