وُجد أن مضادات الأكسدة تقلل من متوسط العمر المتوقع

اتضح أن فيتامينات E وA وبيتا كاروتين بجرعات كبيرة تزيد من فرص الوفاة المبكرة، بغض النظر عن حالتك الصحية ووجود أمراض مزمنة.

إن استخدام مضادات الأكسدة لا يؤدي بأي حال من الأحوال إلى إطالة عمر الإنسان، بل على العكس من ذلك، وفقاً للباحثين في جامعة كوبنهاجن، فإنه يؤدي إلى تقصير متوسط العمر المتوقع.

وفقًا للأطباء، لا تُحسّن مُكمّلات مضادات الأكسدة الصحة، لذا لا ينبغي الاعتماد عليها كليًا في رغبتك في إطالة العمر. وهذا ما تؤكده مراجعة إحصائية أجراها كريستيان جلود (الدنمارك)، الذي استخدم مع زملائه بيانات من حوالي 78 تجربة سريرية لمضادات الأكسدة في الفترة من 1977 إلى 2012. حلل العلماء صحة 300 ألف شخص في منتصف العمر (63 عامًا) تناولوا مضادات الأكسدة لمدة ثلاث سنوات. من بينهم، كان 73% أصحاء، بينما عانى الباقون من أمراض مزمنة مُختلفة، مثل السكري، وأمراض القلب، ومرض الزهايمر.

خلال التجربة العلمية، تم اختيار 56 بحثًا استوفت الشرط الرئيسي - التنفيذ الدقيق، مما أتاح الاعتماد على موثوقية النتائج. بناءً على هذه الأبحاث، حدد العلماء زيادة في معدل الوفيات بنسبة 4% لدى مَن استخدموا مضادات الأكسدة مقارنةً بالمرضى الذين تناولوا دواءً وهميًا. وقد لوحظت هذه الصلة لدى كلٍّ من المرضى الأصحاء والمرضى الذين يعانون من أمراض مختلفة.

أُجريت عدة اختبارات باستخدام مضاد أكسدة واحد، وليس مزيجًا منها. وقد سمح لنا هذا بدوره بتحديد نمط شائع - إذ أدى سوء استخدام فيتامينات هـ وألف وبيتا كاروتين إلى زيادة معدل الوفيات. من ناحية أخرى، لم يؤثر السيلينيوم وفيتامين ج على متوسط العمر المتوقع للمرضى. نُشرت نتائج بحث العلماء الدنماركيين في "مجلة الجمعية الطبية الأمريكية".

تتعرض مضادات الأكسدة لانتقادات متزايدة، مع الإشارة إلى خصائصها المسرطنة، وإتلافها لهياكل أنسجة مهمة في الجسم. وتعود شعبية مضادات الأكسدة إلى قدرتها على تخفيف الإجهاد التأكسدي، حيث يعتمد مفعولها على تثبيط جذور الأكسجين العدوانية التي تدمر الجزيئات الحيوية للخلايا. فلماذا يحدث التأثير المعاكس عمليًا؟

يشرح بيتر كوهين من تحالف كامبريدج الصحي هذا الأمر بالحقائق التالية:

1. لقد تم اختبار تأثير مضادات الأكسدة لفترة طويلة في المختبر (بعبارات بسيطة، في أنبوب اختبار)، وكذلك على الحيوانات، مما يثير الشك حول تأثيرها الإيجابي المماثل على جسم الإنسان؛
2. وبطبيعة الحال، فإن مضادات الأكسدة قادرة على القضاء على الجذور الحرة، ولكن عند القيام بذلك، تحدث تغييرات على المستوى الجزيئي الخلوي؛
3. إن عملية إزالة الجذور الحرة بواسطة مضادات الأكسدة تؤثر سلبًا على الخلية نفسها، مما يؤدي إلى قمع قدرتها على مقاومة الجذور الحرة.

يتطلب ضرر مضادات الأكسدة تبريرًا طبيًا أكثر دقة وبيانات تجريبية. ومع ذلك، فإن عدد الأعمال التي تتناول مسألة الآثار الضارة لمضادات الأكسدة على جسم الإنسان في ازدياد مستمر.