قام العلماء بتنمية جنين بشري في أنبوب اختبار

قام فريق دولي من المتخصصين من الولايات المتحدة الأمريكية والمملكة المتحدة بزراعة جنين بشري في مختبر، وظل حيًا لمدة 13 يومًا (في السابق، كان العلماء قادرين على إبقاء الجنين حيًا لمدة 9 أيام فقط). ووفقًا للعلماء، وبفضل بقاء عدة أيام إضافية من الحياة، تمكنوا من تحديد جوانب جديدة للنمو البشري في مراحله المبكرة، والتي كانت مجهولة سابقًا للعلماء. ويمكن أن يساعد هذا العمل أيضًا في فهم سبب إنهاء بعض حالات الحمل في الأسابيع الأولى.

إن المراحل المبكرة من نمو العديد من الحيوانات مفهومة جيدًا من قبل العلماء، لكن النمو البشري يظل غير واضح إلى حد كبير.

وأشار أحد المتخصصين العاملين في المشروع الجديد، علي بريفانلو، وهو عالم أحياء، إلى أنه في القرن الحادي والعشرين، أصبح بإمكان العلماء معرفة المزيد عن القوارض أو الضفادع مقارنة بالبشر، على الرغم من حقيقة أن عددا من الخبراء عملوا في هذا المجال في السنوات الأخيرة وقاموا بالفعل بسد عدد من الثغرات في هذا الأمر.

وعلى وجه الخصوص، لاحظ العلماء في أحدث أعمالهم انقسام الخلايا في الأجنة، وأثبتوا سمة معينة يمكن أن نسميها فريدة من نوعها لدى البشر.

اكتشف بريفانلو وزملاؤه خلايا في الجنين تظهر في اليوم العاشر تقريبًا وتختفي في اليوم الثاني عشر. حاليًا، لا يستطيع المتخصصون تفسير سبب ظهور هذه الخلايا وتأثيرها، ولكن في ذروة النمو، تُشكل هذه الخلايا حوالي 10% من الجنين. ووفقًا للخبراء، قد تُمثل هذه الخلايا ما يشبه العضو الانتقالي (مثل ذيل يظهر في الجنين ولكنه يختفي قبل الولادة).

قد يكون البحث مفيدًا أيضًا في مجال التلقيح الاصطناعي، فعلى سبيل المثال، ووفقًا لنوربرت غليشر، رئيس أحد مراكز الإنجاب في نيويورك، يموت حوالي نصف الأجنة المزروعة في أرحام النساء. سيساعد عمل بريفانلو وزملائه المتخصصين على فهم ما يحدث بالضبط في هذه المرحلة من النمو وكيفية منع موت الجنين بعد الزرع.

وأوضح جليشر أن عملية التلقيح الاصطناعي تظل لغزا حتى يومنا هذا، ولكن الآن فإن عمل بريفانلو (الذي تعاون معه جليشر في الماضي) سيساعد في تقييم قدرة الجنين على البقاء على قيد الحياة بشكل أفضل قبل الزرع الفعلي في الرحم.

على الرغم من فوائد البحث الجديد، فإن إمكانية إنماء جنين بشري في أنبوب اختبار تثير عددًا من التساؤلات الأخلاقية والسياسية. ففي عدد من الدول، بما فيها الولايات المتحدة الأمريكية والمملكة المتحدة، يُحظر استخدام الأجنة التي يزيد عمرها عن 14 يومًا، لأن هذا هو الوقت الذي يبدأ فيه الجنين بالتشكل.

لكن خلال عملهم، كان بريفانلو وزملاؤه على يقين شبه مؤكد من أن أجنتهم لن تبقى على قيد الحياة لأكثر من أسبوعين، إذ يحتاج الجنين إلى تغذية إضافية تتكون من هرمونات ومغذيات أثناء نموه. لا يستطيع العلماء تحديد المواد التي يحتاجها الكائن الحي الجديد أثناء نموه؛ وهذا يتطلب إجراء سلسلة من التجارب على أجنة الحيوانات، والتي، وفقًا لبعض البيانات، بدأها العلماء بالفعل.

[ 1 ]، [ 2 ]، [ 3 ]