"وباء القوانين المعيبة" يجعل من الصعب مكافحة فيروس نقص المناعة البشرية/الإيدز

وجدت لجنة مستقلة رفيعة المستوى تابعة للأمم المتحدة أن تطبيق "القوانين المعيبة" والتشريعات العقابية وانتهاكات حقوق الإنسان يعيق الاستجابة لفيروس نقص المناعة البشرية/الإيدز. واليوم، تُجرّم 78 دولة العلاقات الجنسية المثلية. وفي إيران واليمن، يُعاقَب على العلاقة الجنسية بين الرجال بالإعدام.

يقدم تقرير اللجنة أدلة على أن القوانين العقابية، بما فيها تلك التي تستهدف متعاطي المخدرات والأقليات الجنسية والنساء، تعيق الاستجابة الفعالة لفيروس نقص المناعة البشرية وتُهدر الموارد. هذه القوانين تُزهق الأرواح.

قالت هيلين كلارك، مديرة برنامج الأمم المتحدة الإنمائي: "لا ينبغي أن تعيق القوانين الضعيفة الاستجابة الفعالة لفيروس نقص المناعة البشرية". وأضافت أن الدول الأعضاء في الأمم المتحدة، باعتمادها الإعلان السياسي بشأن فيروس نقص المناعة البشرية والإيدز عام ٢٠١١، التزمت بمراجعة القوانين والسياسات التي تعيق الاستجابة الفعالة لفيروس نقص المناعة البشرية. ومن المهام الرئيسية للجنة الارتقاء بهذه العملية إلى مستوى أعلى في بعض البلدان وتسريعها في بلدان أخرى.

استند تقرير اللجنة العالمية المعنية بفيروس نقص المناعة البشرية والقانون، التي تضم رؤساء دول سابقين وخبراء بارزين في مجالات القانون وحقوق الإنسان والصحة، إلى أبحاث مكثفة وشهادات شخصية من أكثر من ألف شخص في 140 دولة. وقد رعاها برنامج الأمم المتحدة الإنمائي وبرنامج الأمم المتحدة المشترك المعني بفيروس نقص المناعة البشرية/الإيدز. وخلص التقرير إلى وجود قوانين عقابية وممارسات تمييزية في العديد من دول العالم.

على سبيل المثال، لدى بعض الدول قوانين وممارسات لا تحمي النساء والفتيات من العنف، مما يُفاقم عدم المساواة بين الجنسين، ويزيد من تعرضهن للإصابة بفيروس نقص المناعة البشرية. كما أن التشريعات التي تُجرّم الفئات الأكثر عرضة للإصابة بفيروس نقص المناعة البشرية، بما في ذلك الرجال الذين يمارسون الجنس مع الرجال، والعاملات في مجال الجنس، ومتعاطي المخدرات بالحقن، متفشية. تدفع هذه اللوائح الناس إلى الاختفاء، حيث لا يستطيعون الوصول إلى برامج الوقاية والعلاج. كما أن لدى بعض الدول قوانين تُجرّم سلوك الأشخاص الذين يُخفون إصابتهم بفيروس نقص المناعة البشرية ويُعرّضون الآخرين لخطر الإصابة.

وهكذا، في أكثر من 60 دولة حول العالم، يُعاقب الأفراد المصابون بفيروس نقص المناعة البشرية الذين يُعرّضون الآخرين لخطر العدوى بالمسؤولية الجنائية. وفي 24 دولة، بما فيها الولايات المتحدة، أُدين أكثر من 600 شخص مصاب بفيروس نقص المناعة البشرية بارتكاب مثل هذه الجرائم. هذه القوانين والممارسات تجعل الناس يترددون في الخضوع لاختبار فيروس نقص المناعة البشرية والكشف عن إصابتهم به.

في 78 دولة، تُجرّم العلاقات الجنسية المثلية. في إيران واليمن، يُعاقَب على العلاقات الجنسية بين الرجال بالإعدام. وفي جامايكا وماليزيا، تُعاقَب العلاقات الجنسية المثلية بالسجن لفترات طويلة.

في بعض البلدان، بما في ذلك كمبوديا والصين وميانمار وماليزيا والفلبين، تُجرّم القوانين إجراءات الحد من الضرر المُثبتة لمتعاطي المخدرات بالحقن. في المقابل، نجحت الدول التي شرّعت إجراءات الحد من الضرر، مثل سويسرا والنمسا، في القضاء تقريبًا على الإصابات الجديدة بين متعاطي المخدرات بالحقن.

تُجرّم أكثر من 100 دولة حول العالم بعض جوانب العمل الجنسي، مما يؤدي إلى إقصاء البغايا اقتصاديًا واجتماعيًا. كما تمنع التشريعاتهن من الحصول على الخدمات الصحية الأساسية والوقاية من فيروس نقص المناعة البشرية.

على مدى العقود الثلاثة الماضية، ساهمت الاكتشافات العلمية ومليارات الدولارات من الاستثمارات في توسيع نطاق الوصول إلى خدمات الوقاية من فيروس نقص المناعة البشرية وعلاجه بشكل كبير، مما ساعد أعدادًا لا تُحصى من الأفراد والأسر والمجتمعات. ومع ذلك، يجد تقرير اللجنة أن العديد من الدول تُهدر مواردها في إنفاذ قوانين تُقوّض هذه الاستثمارات الحيوية.

وقال رئيس اللجنة الرئيس البرازيلي السابق فرناندو هنريك كاردوسو: "إن العديد من البلدان تهدر مواردها الحيوية في تطبيق قوانين قديمة تتجاهل المعرفة العلمية وتديم الوصمة".