لماذا يعجز جسم الإنسان عن مكافحة فيروس نقص المناعة البشرية؟

وجد باحثون من جامعة واشنطن في سياتل (الولايات المتحدة الأمريكية) إجابةً على سؤال عدم قدرة جسم الإنسان على مكافحة عدوى فيروس نقص المناعة البشرية الحادة بكفاءة. فقد اتضح أن البروتين الفيروسي Vpu، الذي ينتجه فيروس نقص المناعة البشرية أثناء العدوى، يعاكس بشكل مباشر بروتين IRF3، وهو بروتين ينظم الاستجابة المناعية، مما يُضعف قدرة الجهاز المناعي على الدفاع عن نفسه ضد الهجوم الفيروسي.

اكتشف فريق بحث البروفيسور مايكل جيل أن بروتين فيروس نقص المناعة البشرية Vpu يرتبط تحديدًا ببروتين الجهاز المناعي IRF3، مُفعّلًا آليةً مُصممةً لتدميره. أي أن الفيروس يُوجّه ضربةً استباقيةً، مُتجنبًا بذلك حالةً يُمكن أن يُحفّز فيها IRF3 استجابةً مناعيةً داخل الخلايا المُصابة بالفعل. ونتيجةً لذلك، تستمر الخلايا المُصابة في الوجود بسلام، مُصبحةً مصانعَ لإنتاج نسخٍ جديدةٍ من الفيروس.

وكدليل على أهمية هذه الآلية في انتشار فيروس نقص المناعة البشرية داخل الجسم، أظهر الباحثون أن سلالة معدلة وراثيا من فيروس نقص المناعة البشرية غير قادرة على إنتاج Vpu لم تكن قادرة أيضا على الاختباء من الجهاز المناعي.

وهكذا، أمكن اكتشاف نقطة ضعف في ترسانة فيروس نقص المناعة البشرية للتغلب على أجهزة الجسم الدفاعية. وهذا سيساعد بلا شك في تطوير عوامل مضادة للفيروسات جديدة يمكنها منع تفاعل Vpu مع IRF3، مما يضع الفيروس تحت رحمة الجهاز المناعي.

ويعمل الباحثون حاليًا على تطوير إجراء لقياس نشاط IRF3 في خلايا الدم.

سنُذكّركم أيضًا بأهمية تطوير المزيد من الأدوية المضادة للفيروسات. فالحقيقة أن الفيروس يتحور بسهولة ويتكيف مع الأدوية المُستخدمة لفترة زمنية مُحددة. ولذلك، فقدت العديد من الأدوية المضادة للفيروسات المبكرة أهميتها منذ زمن طويل...