يمكن أن يساعد البقاء مستيقظًا في علاج الأرق

يقدم متخصصون من ولاية بنسلفانيا طريقة غير مألوفة لحل مشكلة شائعة مثل الأرق المزمن. ووفقًا لتوصياتهم، ينبغي على الشخص الذي يعاني من اضطرابات النوم قضاء أقل وقت ممكن في السرير، مما يساعد على النوم بشكل أسرع والتخلص من الأرق. وقد تأكدت نتائج العلماء من خلال اختبارات شارك فيها أشخاص يعانون من اضطرابات نوم مختلفة. ووفقًا لنتائج الدراسات، بدأ ما يصل إلى 80% من المتطوعين ينامون بشكل أفضل.

وتساعد هذه الطريقة غير العادية أيضًا الأشخاص الذين يعانون من اضطرابات النوم على منع تطور الأرق المزمن أو المطول.

خلال الاختبارات، أوصى علماء بنسلفانيا المشاركين في التجربة بالنهوض من السرير والبقاء مستيقظين إذا لم يتمكنوا من النوم قبل ساعتين من انطلاق المنبه. ووفقًا للخبراء، يُعد هذا النهج، إلى حد ما، علاجًا سلوكيًا معرفيًا. في معظم الحالات، يقضي الشخص الذي يعاني من الأرق الليل كله في السرير، في محاولات مؤلمة للنوم، وهذا ما يؤدي إلى اختلال التوازن بين عملية النوم الطبيعية والقدرة على النوم. يبدو أن محاولة النوم والتقلب في السرير تزيد من حدة الأرق، كما لو كان يُرسل إشارة للجسم "لا تنام".

شارك أكثر من 400 شخص في تجربة غير مألوفة، أُجريت في جامعة بحثية خاصة في بنسلفانيا بالولايات المتحدة الأمريكية. عانى 36 مشاركًا من أرق حاد، لكن معظمهم سرعان ما تغلبوا على المشكلة، بينما لم يشكو باقي المتطوعين من مشاكل خطيرة في النوم. خلال التجربة التي استمرت 6 أشهر، تخلص 394 مشاركًا من مشاكل النوم تدريجيًا، بينما تحول الأرق الحاد لدى 31 شخصًا إلى أرق مزمن.

خلال مرحلة النوم العميق، قضى المشاركون الذين لا يعانون من أي مشاكل خطيرة في النوم وقتًا أقل في السرير مقارنة بأولئك الذين لم يواجهوا أي مشاكل في النوم.

بعض المشاركين الذين يعانون من الأرق الحاد قللوا من الوقت الذي يقضونه في السرير، ونتيجة لذلك اختفت مشاكل النوم تدريجيا، في حين أن المشاركين الذين لم يتبعوا توصيات المتخصصين وقضوا وقتا أطول في السرير (ذهبوا إلى الفراش في وقت مبكر، وحاولوا قصارى جهدهم للنوم حتى الصباح) أصيبوا بالأرق المزمن.

كما ترون، اليقظة هي التي تُساعد على التغلّب على الأرق، أي أن محاولة النوم لساعات طويلة لا تُفاقم المشكلة، وقد تُسبّب اضطرابات نوم مزمنة. يُشدّد الخبراء على أنه كلما قلّت مدة النوم في محاولاتٍ غير مُجدية للنوم، ولو لنصف ساعة على الأقل، فمن الأفضل الاستيقاظ وقضاء الوقت في فعل شيء مُمتع، ما يُؤدي إلى زوال مشكلة النوم من تلقاء نفسها.

يدرس علماء من مختلف دول العالم اضطرابات النوم، إذ يعاني منها ملايين الأشخاص حول العالم. ففي الصين، على سبيل المثال، أثبت الخبراء أن الأرق ناجم عن خلل في الدماغ، يتمثل في انخفاض في سلامة المادة البيضاء في مناطق معينة من نصف الكرة المخية الأيمن والمهاد. ويشير المتخصصون الصينيون إلى أن الشذوذ في هذه المناطق من الدماغ هو ما يسبب الأرق والاكتئاب، وأن هذه العمليات غير الطبيعية نفسها ناجمة عن انخفاض في غمد الميالين للألياف العصبية.

[ 1 ]، [ 2 ]