يجب أن تبدأ في تعلم اللغات الأجنبية من سن 10 سنوات

أثبت الخبراء منذ زمن طويل أن تعلم اللغات الأجنبية يُحفّز الدماغ. وقد أظهرت أحدث الأبحاث التي أجراها خبراء في هذا المجال أن العمر الأمثل لبدء تعلم لغة هو عشر سنوات. في هذا العمر، يكون الأطفال أكثر قدرة على استيعاب المعلومات، ويستخدمون اللغات الأجنبية بنشاط، وتتحسن بنية المادة البيضاء في أدمغتهم.

إن استخدام لغتين في نفس الوقت يعد تحفيزًا قويًا للدماغ، وهذا عامل قوي من شأنه أن يساعد في منع الخرف في المستقبل.

توصل الخبراء إلى هذه الاستنتاجات بعد مسح أدمغة عشرين شخصًا بدأوا تعلم لغة أجنبية في سن العاشرة تقريبًا (أُجريت الدراسة عندما كان المشاركون في الثلاثين من عمرهم). كما أنشأ الخبراء مجموعة ضابطة ضمت 25 شخصًا.

خلال الفحص، لاحظ العلماء ميزةً مثيرةً للاهتمام: ظهور تغيرات هيكلية إيجابية في مناطق الدماغ المسؤولة عن تعلم اللغات. إضافةً إلى ذلك، تؤكد هذه الدراسة نتائجَ سابقة تُفيد بأن الأشخاص الذين بدأوا تعلم اللغات الأجنبية في طفولتهم يتمتعون بدماغ أكثر تطورًا.

أظهرت دراسات سابقة أيضًا أنه إذا توقف الطفل عن الاهتمام بالصور المألوفة لديه وسعى وراء صور جديدة، فإن هؤلاء الأطفال في سن ما قبل المدرسة يتطورون بشكل أفضل ويُظهرون نتائج جيدة. وكما أظهرت الدراسات، إذا سئم الطفل بسرعة من الصور التي يعرضها عليه والداه، فإنه يتميز في المستقبل بقدرات تفكير جيدة، بالإضافة إلى تطور في مهاراته اللغوية.

أراد الخبراء التحقق من اختلاف الأطفال الذين يجيدون لغتين منذ الطفولة المبكرة. قسّم الخبراء جميع المشاركين إلى مجموعتين. عُرضت على المجموعة الأولى صورة ملونة لدب، وعلى المجموعة الثانية صورة ذئب، ثم تم تبادل الصورتين، فأصبحت صورة الذئب جديدة على المجموعة الأولى، وعلى المجموعة الثانية صورة دب. وتبيّن أن الأطفال الذين يجيدون لغتين اعتادوا الصور بشكل أسرع، وحوّلوا انتباههم إلى صور جديدة، مقارنةً بالأطفال الذين يجيدون لغة واحدة فقط.

كما لاحظ الخبراء، يُعدّ جمع البيانات عند إجراء أبحاث مع الأطفال الصغار أمرًا صعبًا للغاية. تُعد طريقة الحفظ البصري جيدة جدًا، إذ تستغرق بضع دقائق، ولكن من الممكن تمامًا التنبؤ بكيفية تطور تفكير الطفل في سن لاحقة.

يُعد تعلم لغة أجنبية أمرًا صعبًا للغاية بالنسبة للبالغين، بينما يكون هذا الأمر أسهل بكثير بالنسبة للأطفال. علاوة على ذلك، وكما أظهرت الدراسات، فإن تعلم لغة في سن مبكرة مفيد للغاية للقدرات المعرفية للشخص والوقاية من الخرف الشيخوخي.

وجد الخبراء أيضًا أن التواصل مع الأطفال يجب أن يبدأ في أقرب وقت ممكن. على سبيل المثال، في إحدى الدراسات، وجد العلماء أن الأمهات اللواتي يستجيبن لثرثرة أطفالهن البالغين من العمر ثمانية أشهر يُسهمن في نموهم. في عمر سنة وثلاثة أشهر تقريبًا، أصدر هؤلاء الأطفال أصواتًا وكلماتٍ أكثر، واستخدموا إيماءات أكثر، مقارنةً بأقرانهم الذين لم تتواصل أمهاتهم مع أطفالهن.

[ 1 ]