الإجهاد أثناء النهار يثير الكوابيس

إذا مرّ الشخص بأحداثٍ شديدةٍ وهامةٍ خلال النهار، وشعر بالتوتر بشكلٍ عام، فمن المرجح أن يرى في الليل أحلامًا مليئةً بالكوابيس المتنوعة. بمعنى آخر، الكوابيس علاجٌ يُخفف من الاضطراب الذي يُصيب الشخص أثناء اليقظة.

هذا هو السبب الرئيسي وراء الكوابيس بعد مشاهدة الأفلام، التي تمتلئ حبكتها بالصور المزعجة والرعب ومشاهد العنف وغيرها من المحتوى السلبي. لذا، يمكن القول بثقة تامة إن الإنسان قادر على جذب الكوابيس إليه.

الأحلام الكابوسية شائعةٌ لدى الأشخاص الذين يعانون من أي مرض (غالبًا التهابات في الجسم) مصحوبًا بارتفاع في درجة حرارة الجسم. إضافةً إلى ذلك، إذا كنت تتناول أدويةً تنتمي إلى مجموعةٍ معينة، فقد يؤدي ذلك أيضًا إلى ظهور مشاهد مُرعبة في أحلامك. إذا واجهتَ مثل هذه "الآثار الجانبية" للأدوية التي تتناولها، فعليكَ أولًا إبلاغ طبيبك الذي وصف لكَ مسار العلاج.

إذن، لنكتشف أولًا لماذا يحتاج الإنسان للنوم أصلًا؟ أول من حاول الإجابة على هذا السؤال، الذي لم يفقد أهميته على مر العصور، هو الفيلسوف والمفكر اليوناني القديم أرسطو. كان يعتقد أن انغماس الإنسان في النوم يمنحه فرصة فريدة لرؤية مستقبله.

في بداية القرن الماضي، انتشرت نظريةٌ مفادها أنه عندما يكون الإنسان مستيقظًا، تتركز في جسمه مركباتٌ كيميائيةٌ قادرةٌ على تسميمه. وعندما ينام، تدخل هذه المواد إلى الدم وتذوب فيه، ثم تُطرح من الجسم بأمان مع الفضلات.

يؤكد الخبراء اليوم أنه لا يمكن اعتبار أيٍّ من النظريات المطروحة سابقًا هي النظرية الصحيحة الوحيدة. تجدر الإشارة أيضًا إلى أنه حتى اليوم، تُعتبر النظرية الأكثر ترجيحًا لظواهر مثل النوم عمومًا والأحلام خصوصًا هي النظرية المُعترف بها. وتتمثل هذه النظرية في أن النوم فترة زمنية يحتاجها الجسم، وبالتحديد الدماغ، لإجراء ما يُسمى "إعادة تشغيل المعلومات". بمعنى آخر، يُعد النوم بمثابة "محرر" للدماغ، حيث يتم خلاله التخلص من "نفايات" المعلومات المتراكمة، وتذكر الأحداث والحقائق والمعلومات المهمة جدًا. وبفضل هذا، يتم التحضير لبدء تلقي بيانات معلوماتية جديدة في صباح اليوم التالي.

[ 1 ]، [ 2 ]