الإجهاد؟ سيساعدك اللطف

يقول العلماء أنه حتى في الأيام الصعبة عاطفياً بشكل خاص، فإن الأعمال الصالحة يمكن أن تساعدك على التعامل مع الحالة المزاجية السيئة وتحسين حالتك النفسية.

توصلت مجموعة من علماء النفس إلى أن مساعدة الناس (سواءً المعارف أو الأقارب أو حتى المارة) تُساعد الشخص نفسه على التعامل مع التوتر. وحسب الخبراء، كلما أحسن الشخص التصرف، تحسنت حالته المزاجية، ونظر إلى العالم بإيجابية أكبر، وازدادت طاقته الحيوية.

وتوصل إلى هذه الاستنتاجات متخصصون من كلية الطب بجامعة ييل بعد تجربة استمرت أسبوعين.

وشارك في الدراسة نحو 80 شخصا لا يعانون من أمراض نفسية، وتتراوح أعمارهم بين 18 و44 عاما.

طُلب من المشاركين تذكر أحداث غير سارة حدثت لهم خلال اليوم السابق كل مساء لمدة أسبوعين، ليتمكن الخبراء من تقييم مستوى ضغوطهم اليومية. كما طُلب منهم تذكر الأعمال الخيرية التي قدموها للآخرين في ذلك اليوم، مثل فتح الأبواب، أو فتح المصعد، أو المساعدة في حمل الحقائب الثقيلة، أو حتى مجرد تقديم المساعدة.

وطلب من جميع المشاركين تقييم حالتهم العقلية خلال اليوم الماضي على مقياس من 100 نقطة والإجابة على أسئلة قياسية تتعلق بالمشاعر الإيجابية والسلبية التي شعروا بها خلال اليوم.

بعد تلخيص نتائج الدراسة، وجد فريق من علماء النفس أن مساعدة الآخرين تُخفف من أعراض التوتر، وتُحسّن المزاج، وتُحسّن الحالة النفسية العامة. كما لاحظ العلماء أنه كلما زادت الأعمال الصالحة التي يقوم بها الشخص خلال النهار، زادت المشاعر الإيجابية التي يشعر بها مساءً، كما أن هؤلاء الأشخاص ينظرون بإيجابية أكبر إلى جميع المواقف غير السارة التي يمرون بها.

إذا لم يقم الإنسان بعمل صالح واحد طوال اليوم، فإن تأثير الضغوط اليومية على النفس يكون أقوى بكثير.

أشارت إميلي أنسيل، رئيسة المشروع العلمي، إلى أنها وفريقها لم يتوقعوا مثل هذه النتائج. وكان من المفاجئ للجميع أن يكون للمساعدة المجانية تأثيرٌ كبير على الحالة النفسية.

على سبيل المثال، استشهد أنسيل بمشارك قام بالعديد من الأعمال الصالحة خلال اليوم دون انتظار أي مكافأة، في حين أن هذا الشخص مرّ بيوم عصيب عاطفيًا، ومع ذلك، كان في مزاج رائع وموقف إيجابي. في حالات أخرى، كانت الآثار السلبية للتوتر أكثر حدة، وتجلّت في مزاج سيئ، وسرعة انفعال، واكتئاب، وقلق، وشعور عام باليأس، وما إلى ذلك.

وبما أن حياتنا مصحوبة بالتوتر المستمر ، ينصح علماء النفس بأن يصبح الإنسان أكثر لطفاً ويقوم بأكبر قدر ممكن من الأعمال الصالحة من القلب، ومن ثم يمكن تجنب العديد من المشاكل الصحية، لأنه من المعروف أن جميع الأمراض تأتي من الأعصاب.

يقدم الخبراء اليابانيون أيضًا طريقةً مثيرةً للاهتمام لمكافحة التوتر. ووفقًا للباحثين، فإن مضغ العلكة يساعد على تقليل علامات التوتر في الجسم، وتحديدًا تقليل إفراز "هرمون التوتر".

يقول الخبراء إن مضغ العلكة يزيد من تدفق الدم والأكسجين إلى الدماغ، ويزيد من معدل ضربات القلب، كما يشير الخبراء إلى أن مضغ العلكة يحفز إنتاج الأنسولين، الذي يؤثر على مناطق معينة في الدماغ مسؤولة عن الذاكرة والمزاج.

[ 1 ]