التدخين بعد الاستيقاظ من النوم مباشرة يزيد من مخاطر الإصابة بالسرطان

يبدأ بعض الناس صباحهم بتدخين سيجارة، لا بفطور أو فنجان قهوة عطرية. وقد أظهرت أبحاث علمية حديثة أن عادة تدخين سيجارة بعد نوم عميق قد يكون لها تأثير ضار على الصحة. فالسيجارة التي تُدخَّن على معدة فارغة في الصباح قد تكون أكثر خطورة من جميع السجائر الأخرى التي تُدخَّن خلال النهار.

في دراستين حديثتين، اكتشف فريق من العلماء أن تدخين سيجارة فور الاستيقاظ يزيد من خطر الإصابة بسرطان الرئة، وكذلك سرطان الرأس والرقبة. ولاحظ العلماء أن أجسام المدخنين صباحًا تحتوي على مستويات أعلى من النيكوتين ومواد سامة أخرى. ولا يستبعد العلماء أن يكون هؤلاء الأشخاص أكثر اعتمادًا على هذه العادة السيئة من أولئك الذين يستطيعون التوقف عن التدخين لمدة 30 دقيقة أو أكثر.

أراد الباحثون معرفة سبب إصابة بعض المدخنين بالسرطان، وقرروا إثبات وجود صلة بين تطور الأورام والتدخين الصباحي. ركز المتخصصون في دراستهم على عادة تدخين سيجارة واحدة فور الاستيقاظ، بغض النظر عن مدة التدخين وعدد السجائر التي يدخنها الشخص يوميًا.

في دراستهم الأولى، حلل العلماء حالة حوالي خمسة آلاف مريض بسرطان الرئة ، وحوالي ثلاثة آلاف مدخن شره لم تُشخَّص إصابتهم بأمراض خطيرة. وتبين خلال البحث أن الشخص الذي دخن سيجارته الأولى في اليوم خلال 30 دقيقة بعد نوم الليل، تضاعف خطر إصابته بسرطان الرئة تقريبًا، مقارنةً بمن استطاعوا الاستغناء عن سيجارة لمدة ساعة على الأقل بعد نوم الليل.

كان المدخنون الذين فضلوا تدخين سيجارة واحدة بعد نصف ساعة إلى ساعة من النوم أكثر عرضة للإصابة بسرطان الرئة بنحو 1.3 مرة من أولئك الذين استطاعوا الامتناع عن التدخين في الصباح لمدة ساعة على الأقل.

أُجريت دراسة أخرى لتحليل حالة مرضى سرطان الرأس والرقبة. شملت الدراسة ما يزيد قليلاً عن 1000 مريض مصاب بهذا النوع من الأورام، وحوالي 800 مدخن غير مصابين به. ونتيجةً لهذا التحليل، وجد العلماء أن المدخنين الذين دخنوا سيجارة واحدة خلال الساعة الأولى بعد الاستيقاظ، زادت احتمالية إصابتهم بسرطان الرأس والرقبة بمقدار مرة ونصف، مقارنةً بمن استطاعوا الامتناع عن التدخين لمدة ساعة على الأقل بعد ليلة نوم هانئة. وفي الوقت نفسه، وجد العلماء أن المدخنين الذين دخنوا سيجارة واحدة بعد 30-60 دقيقة من الاستيقاظ زادت احتمالية إصابتهم بهذه الأنواع من السرطان بمقدار 1.4 مرة، مقارنةً بمن استطاعوا الصمود لأكثر من 60 دقيقة قبل التدخين.

ويعتقد الباحثون أنفسهم أن هذا المشروع يمكن أن يساعد في تحديد المدخنين المعرضين لخطر الإصابة بالسرطان، وخاصة سرطان الرئتين والرقبة والرأس.

وبالإضافة إلى ذلك، لاحظ فريق البحث أن هذه العادة السيئة يمكن أن تؤدي إلى أمراض خطيرة بغض النظر عن الوقت من اليوم الذي يتم فيه تدخين السجائر.

[ 1 ]، [ 2 ]، [ 3 ]، [ 4 ]