الاستهلاك المعتدل للكحول يقتل خلايا المخ

تناول بضعة أكواب يوميًا لا يُعتبر جريمة، بل على العكس، تُشير العديد من برامج ومقالات نمط الحياة الصحي إلى أن جرعات صغيرة من النبيذ الأحمر تُعدّ وسيلة رائعة للحفاظ على صحة القلب والأوعية الدموية وتنشيط عمليات الدماغ. إلا أن علماء جامعة روتجرز يُفكّرون بشكل مختلف، ويعتقدون أن هناك خطًا فاصلًا دقيقًا بين الاستهلاك المعتدل للكحول والإدمان، وهو أمر يسهل تجاوزه.

تشير الأبحاث التي أجراها الخبراء إلى أن الاستهلاك المنتظم حتى لجرعات صغيرة من الكحول يمكن أن يؤثر سلبًا على سلامة بنية الدماغ لدى البالغين.

قالت ميغان أندرسون، المؤلفة الرئيسية للدراسة: "إنّ تناول الكحول باعتدال، ولكن بانتظام، بعد العمل أو في عطلات نهاية الأسبوع قد يؤدي إلى الإدمان دون أن يُدرك الشخص ذلك. على المدى القصير، قد يُؤدي هذا إلى ضعف طفيف في المهارات الحركية أو مشاكل عامة في وظائف الجسم، وعلى المدى الطويل، قد يُؤدي إلى ضعف إدراكي - أي انخفاض في القدرة على التذكر والتعلم".

أجرى الخبراء دراسة على القوارض. أعطوا الحيوانات جرعة من الكحول لا تتجاوز الكمية المسموح بها لسائقي المركبات، ووجدوا أن حتى هذه الجرعة الصغيرة كان لها تأثير سلبي على خلايا الدماغ.

وجد الباحثون أن مستوى التسمم هذا لدى الفئران يُعادل حوالي ثلاثة إلى أربعة مشروبات للنساء وخمسة مشروبات للرجال. أما لدى البشر، فقد انخفض عدد الخلايا العصبية في الحُصين الدماغي بنسبة تقارب 40%. والحُصين هو الجزء من الدماغ الذي تُنتج فيه الخلايا العصبية الجديدة، وهو المسؤول أيضًا عن اكتساب بعض أنواع المعرفة الجديدة.

لم يكن هذا المستوى من الكحول كافيًا لإضعاف المهارات الحركية لدى الفئران. ومع ذلك، يقول الدكتور أندرسون إن الانخفاض الكبير في خلايا الدماغ بمرور الوقت قد يكون له آثار عميقة على اللدونة الهيكلية لدماغ البالغين، لأن هذه الخلايا الجديدة تتفاعل مع الخلايا العصبية الأخرى في الدماغ لتنظيم الصحة العامة للشخص.

[ 1 ]