يمكن أن يؤدي الاستهلاك المستمر للسكر إلى الإصابة بالسرطان

توصلت دراسات حديثة إلى وجود علاقة بين استهلاك الجلوكوز والإصابة بأنواع معينة من السرطان.

قد يكون هذا الاكتشاف مفيدًا ليس فقط للوقاية من السرطان، بل أيضًا لإنشاء أدوية جديدة مضادة للسرطان يمكنها منع دخول الجلوكوز إلى الخلايا.

وأُجريت الدراسة في جامعة تكساس في دالاس.

على الرغم من إجراء عدد كبير من الدراسات حول أسباب الأمراض السرطانية سنويًا في العالم، لا يزال السرطان يُمثل القضية الرئيسية في الطب العلمي. قبل خمس سنوات، سُجِّل أكثر من 14 مليون مريض بالسرطان في العالم، تُوُفِّي أكثر من نصفهم. ووفقًا للتوقعات، قد تزداد هذه المؤشرات بأكثر من مرة ونصف خلال عشر سنوات.

أجرى العلماء تحليلًا مقارنًا لـ 33 نوعًا من الأمراض السرطانية، وفقًا لأطلس جينوم السرطان. ونتيجةً لذلك، تم اكتشاف نمط مثير للاهتمام. شُخِّص مرضى سرطان الرئة ذو الخلايا غير الصغيرة بارتفاع مستوى البروتينات المسؤولة عن دخول الجلوكوز إلى البنى الخلوية.

قبل سنوات عديدة، طرح العلماء نظرية مفادها أن خباثة الخلايا قد تعتمد على الإمداد المستمر بالجلوكوز، لأن الخلايا السرطانية تحتاج إلى كمية هائلة من الطاقة لعمليات النمو والتكاثر الطبيعية. ومع ذلك، اكتشفنا أن نوعًا معينًا من السرطان، وهو سرطان الرئة ذو الخلايا غير الصغيرة ، يعتمد بشكل خاص على وجود السكر في الدم، وفقًا لعلماء الأحياء الذين قادوا الدراسة.

البروتين الذي ذكرناه سابقًا قادر على نقل الجلوكوز الجزيئي إلى الخلايا لاستخدامه كمصدر للطاقة. اسمه GLUT1.

كادت الدراسة أن تكتمل، ولكن بدا لنا أن السمات الأيضية لسرطان الخلايا غير الصغيرة وسرطان الغدد تشترك في الكثير. ولكن في الواقع، تبيّن أن الأمر أكثر تعقيدًا بكثير. أجرينا تجارب باستخدام مستويات مختلفة. ونتيجةً لذلك، تمكنا من تأكيد أن ورمًا مثل سرطان الغدد لا يتطلب الكثير من الجلوكوز. وتختلف العمليات الخبيثة باختلاف دوران السكريات في الدم، وينبغي استخدام هذه المعلومات في الوقاية من السرطان وعلاجه، كما يقول مؤلفو الدراسة.

في إطار مواصلة التجارب، حاول المتخصصون التأثير على ورم سرطان الرئة ذي الخلايا غير الصغيرة باستخدام دواء مثبط لـ GLUT1، بهدف تعطيل نقل السكر إلى الخلايا. وتحت تأثير هذا الدواء، تقلص ورم سرطان الرئة ذي الخلايا غير الصغيرة وتقلص حجمه في وقت قصير. إلا أن هذا العلاج لم يُحدث أي تأثير على سرطان الغدة الدرقية.

تشمل خطط العلماء المباشرة تطوير أدوية جديدة لعلاج السرطان، على الأقل سرطان الرئة ذو الخلايا غير الصغيرة. وبالمناسبة، هذا العمل جارٍ بالفعل.

[ 1 ]، [ 2 ]، [ 3 ]، [ 4 ]