النظام الغذائي الصحي للأمهات الحوامل يحسن نمو الدماغ ومعدل الذكاء لدى الأطفال

تُسلّط دراسة حديثة نُشرت في المجلة الأمريكية للتغذية السريرية الضوء على أهمية التغذية الجيدة أثناء الحمل لنمو دماغ الطفل وقدراته الإدراكية. وتُظهر النتائج أن اتباع نظام غذائي صحي للأم يُساعد على زيادة حجم دماغ الطفل وتحسين وظائفه الإدراكية، وهو ما قد يستمر حتى مرحلة المراهقة.

الجوانب الرئيسية للدراسة

• نمو الدماغ السريع: يتطلب نمو الدماغ كميات كبيرة من الطاقة، خاصةً في أول ألف يوم من الحياة. قد يؤثر نقص التغذية خلال هذه الفترة سلبًا على النمو العصبي ويؤثر على بنية الدماغ.
• التآزر الغذائي: بدلًا من دراسة مكونات النظام الغذائي كلٌّ على حدة، ركّز الباحثون على النظام الغذائي ككل. ووجدوا أن تفاعل العناصر الغذائية المختلفة قد يكون له تأثير أوضح من تأثير كل مكون على حدة.
• أهمية الأشهر الثلاثة الأولى من الحمل: لقد ثبت أن النظام الغذائي للأم في بداية الحمل له أهمية خاصة لنمو دماغ الطفل وقدراته الإدراكية.

منهجية البحث

أُجريت الدراسة باستخدام بيانات من عينة كبيرة في هولندا، شملت أكثر من 6400 امرأة حامل. وأُجريت فحوصات دماغية بالرنين المغناطيسي على 2223 طفلاً في سن العاشرة و1582 طفلاً في سن الرابعة عشرة. وقُيّمت جودة النظام الغذائي باستخدام مقياس (0-15 نقطة)، حيث تُشير الدرجات الأعلى إلى الالتزام بالتوصيات الوطنية للتغذية الصحية.

قُيِّس حجم المادة الرمادية والبيضاء لدى الأطفال، وحُلِّلت خصائص قشرية مثل سُمك ومساحة سطح القشرة المخية. وقُيِّمت القدرات الإدراكية باستخدام اختبارات سرعة معالجة المعلومات، والذاكرة، والمنطق، والمفردات.

النتائج الرئيسية

1. حجم الدماغ والوظيفة الإدراكية:

   • كان لدى الأطفال الذين كانت أمهاتهم يتناولن نظاماً غذائياً أفضل أحجام أكبر من المادة الرمادية والبيضاء، وخاصة في الفصين الأمامي والقذالي من الدماغ.
   • ارتبطت درجات الذكاء المحسنة، وخاصة في مجالات التفكير المصفوفي والمفردات، بالتغيرات في بنية الدماغ.

2. التأثيرات طويلة المدى:

   • تم ملاحظة أقوى الارتباطات بين جودة النظام الغذائي وتطور الدماغ في سن العاشرة، لكنها استمرت في سن الرابعة عشرة، وإن كانت بقوة أقل.

3. آليات التأثير:

   • قد يكون تحسن بنية الدماغ نتيجة لانخفاض الالتهاب أو التغيرات الجينية.
   • تلعب العناصر الغذائية مثل حمض الفوليك والزنك والحديد والبروتين دورًا مهمًا في دعم النمو العصبي.

الاستنتاجات والآفاق

هذه الدراسة هي الأولى التي تُظهر روابط طويلة الأمد بين جودة النظام الغذائي للأم أثناء الحمل وبنية دماغ طفلها في مرحلة المراهقة. وتُسلّط النتائج الضوء على أهمية التعديلات الغذائية لدى النساء الحوامل لتحسين الوظائف الإدراكية لأطفالهن.

أبحاث مستقبلية: هناك حاجة إلى مزيد من الدراسات لتأكيد هذه النتائج لدى فئات سكانية مختلفة. من المهم أيضًا دراسة كيفية تأثير جودة النظام الغذائي قبل الولادة على الصحة العقلية والأداء الإدراكي في أواخر مرحلة المراهقة والبلوغ.