النظام الغذائي المتوسطي قد يخفف من أعراض التوتر والقلق

ليس سراً أن النظام الغذائي المتوسطي مفيد للصحة. فقد أظهرت دراسة جديدة من جامعة جنوب أستراليا، نُشرت في مجلة "نوترينتس" ، أن النظام الغذائي المتوسطي ، الذي يُوصى به بالفعل للحد من خطر الإصابة بسرطان الأمعاء وأمراض القلب والخرف، يمكن أن يُخفف أيضاً من أعراض التوتر والقلق.

قامت الدراسة، التي أجريت بالشراكة مع جامعة صن شاين كوست، بتقييم تأثير النظام الغذائي المتوسطي على الصحة العقلية بين 294 من كبار السن الأستراليين (60 عامًا فأكثر)، ووجدت أنه يقلل من شدة القلق والتوتر، بغض النظر عن العمر والجنس والنوم ومؤشر كتلة الجسم (BMI).

وبالإضافة إلى ذلك، وجد الباحثون أن العناصر الغذائية المحددة - الفواكه والمكسرات والبقوليات واستهلاك المشروبات السكرية بكميات قليلة (أقل من 250 مل يوميا) - تقلل من شدة القلق والتوتر.

عالميًا، يُعد القلق أكثر اضطرابات الصحة النفسية شيوعًا، إذ يصيب أكثر من 301 مليون شخص. في أستراليا، يُصاب واحد من كل أربعة أشخاص بالقلق في حياته.

تقول الدكتورة إيفانجيلينا مانتزيوريس، أخصائية التغذية والباحثة في جامعة جنوب أستراليا، إن النظام الغذائي المتوسطي يمكن أن يلعب دورًا مهمًا في تحسين الصحة العقلية ونوعية الحياة.

ويقول الدكتور مانتزيوريس: "على مستوى العالم، نواجه شيخوخة سكانية غير مسبوقة، ولكن على الرغم من طول العمر هذا، لا يزال العديد من الناس يعانون من مشاكل صحية ورفاهية".

"تحظى السلوكيات المرتبطة بنمط الحياة، بما في ذلك جودة النظام الغذائي، باهتمام متزايد باعتبارها عوامل خطر قابلة للتعديل لسوء الصحة العقلية، ويوصى بالنظام الغذائي المتوسطي لتقليل خطر الإصابة بالأمراض المزمنة ودعم الشيخوخة الصحية.

"في هذه الدراسة، أظهرنا أنه عندما اتبع كبار السن النظام الغذائي المتوسطي، انخفضت أعراض التوتر والقلق لديهم - وحدث هذا بغض النظر عن أعمارهم أو جنسهم أو مؤشر كتلة الجسم أو مقدار النوم والتمارين الرياضية التي حصلوا عليها.

"وهذه ميزة كبيرة للنظام الغذائي المتوسطي - فمن خلال تغيير بسيط نسبيًا في نمط الحياة، يمكن للناس تحسين مستويات التوتر والقلق لديهم بشكل كبير - ومن منا لا يرغب في تجربة ذلك."

يتضمن النظام الغذائي المتوسطي الكثير من الفواكه والخضراوات الطازجة، والحبوب الكاملة والبذور، والمكسرات، والبقوليات، وزيت الزيتون. يجب تضمين الأسماك والمأكولات البحرية في النظام الغذائي مرتين أسبوعيًا على الأقل، بينما يمكن تناول منتجات الألبان والبروتينات قليلة الدهون يوميًا بكميات صغيرة. ويشجع هذا النظام الغذائي على تناول اللحوم الحمراء والأطعمة المصنعة من حين لآخر.