الإفراط في ممارسة الرياضة لا يضعف المناعة

لفترة طويلة، اعتقد الأطباء أن الإفراط في النشاط البدني، كالتدريب الشاق، يُضعف مناعة الجسم، مما قد يؤدي إلى الإصابة بأمراض معدية متكررة.

إلا أن العلماء دحضوا هذه الأسطورة، إذ أكدوا أن الإفراط في النشاط البدني لا يؤثر على المناعة بأي شكل من الأشكال.
وأوضح خبراء بريطانيون أن التدريب يؤثر على مناعة الإنسان بالطرق التالية:

• بعد التحميل الأولي، يزداد عدد الكريات البيضاء بمقدار 10 مرات (وهذا ينطبق بشكل خاص على الخلايا المناعية)؛
• بعد الحمل الرئيسي، ينخفض عدد بعض الخلايا - يمكن تسمية هذه الفترة بشكل غير مباشر بقمع المناعة، والتي تستمر لعدة ساعات.

ربط الأطباء المرحلة الأخيرة بقمع الدفاع المناعي. لكن المعلومات التي تم الحصول عليها خلال التجارب سمحت لهم بإثبات أن الكريات البيضاء لا تموت أو تختفي في اتجاه غير معروف، بل تتراكم فقط في أنسجة أخرى - على سبيل المثال، في أنسجة الرئة.
تعود الخلايا إلى مكانها السابق في غضون ساعتين - وهذه المدة لن تكون كافية لنضج كريات بيضاء جديدة. هذه الهياكل، مثل الكشافة، "تسافر" في جميع أنحاء الجسم بحثًا عن تهديدات محتملة. قام العلماء بتمييز الكريات البيضاء بشكل محدد، مما سمح لهم بتحديد تراكم الخلايا في أعضاء فردية، بحثًا عن مسببات العدوى. يمكن استخلاص استنتاج واحد من هذا: الانخفاض المؤقت في عدد الخلايا القاتلة ليس دليلاً على كبت المناعة. الخلايا المناعية المركزة موزعة ببساطة في جميع أنحاء الجسم.

«بات واضحًا أن النشاط البدني المفرط لا يُضعف الجسم ضد العدوى. بل إن العلم الحديث يُثبت أن التدريب المكثف يُنشط الجهاز المناعي»، كما يوضح البروفيسور جون كامبل، عضو هيئة التدريس في كلية الطب بجامعة باث.

إذن، كان الأطباء مخطئين سابقًا. نشأ هذا الاعتقاد الخاطئ في ثمانينيات القرن الماضي، عندما أُجريت دراسة في الولايات المتحدة، حيث أجرى متخصصون مقابلات مع رياضيين شاركوا في ماراثون لوس أنجلوس. كان السؤال الرئيسي: هل عانى المشاركون من أعراض أمراض معدية بعد الماراثون؟ وبما أن العديد من الرياضيين أجابوا بالإيجاب، فقد نتجت عن ذلك استنتاجات خاطئة. ومنذ ذلك الحين، بدأ الأطباء بتحذير الرياضيين من أضرار النشاط البدني المفرط.

اليوم، نجح العلماء في تبديد كل الشكوك حول هذا الموضوع: فقد حللوا المعلومات على مدى عقود وأثبتوا عكس ذلك. ويؤكد الخبراء أن عوامل مثل العادات السيئة وسوء التغذية والمواقف العصيبة تُلحق ضررًا أكبر بكثير بالجهاز المناعي، وأن مستوى النشاط البدني لا علاقة له بذلك إطلاقًا.

يمكن قراءة تفاصيل العمل العلمي على صفحات Frontiers in Immunology.

[ 1 ]، [ 2 ]، [ 3 ]، [ 4 ]، [ 5 ]، [ 6 ]، [ 7 ]