يحتاج المزيد والمزيد من الأشخاص إلى عمليات زراعة الكبد

تشير دراسة جديدة إلى أن الطلب على عمليات زراعة الكبد، التي يحتاجها مرضى التهاب الكبد الوبائي سي وتليف الكبد، قد ازداد بين الأمريكيين المولودين بين عامي ١٩٤١ و١٩٦٠. شهدت تلك الفترة، التي استمرت ٢٠ عامًا، طفرة مؤقتة في المواليد، حيث بدأت معدلات المواليد في الولايات المتحدة بالانخفاض مجددًا في أواخر الخمسينيات. أُطلق على المولودين خلال تلك الفترة اسم "جيل طفرة المواليد"، وهو مصطلح أصبح شائعًا في الولايات المتحدة.

إن الزيادة المستمرة في الطلب على عمليات زرع الكبد تعود إلى حقيقة أن المزيد من الأشخاص الذين ولدوا خلال فترة طفرة المواليد والذين يعانون من التهاب الكبد الوبائي سي يصابون بسرطان الكبد، ولكن عدد الأشخاص الذين يحتاجون إلى عمليات زرع آخذ في الانخفاض حيث يبدأ المرضى الذين ولدوا خلال هذه الفترة في التقدم في السن.

وقد تم عرض نتائج أبحاث العلماء في العدد الصادر في شهر ديسمبر من مجلة "زراعة الكبد".

أظهرت دراسات سابقة أن 10-20% من مرضى التهاب الكبد الوبائي سي المزمن سيُصابون بتليف الكبد ، و5% منهم بسرطان الخلايا الكبدية (سرطان الكبد)، وهو أكثر أورام الكبد شيوعًا. ويُعدّ سرطان الخلايا الكبدية ثالث أهم سبب للوفيات الناجمة عن السرطان. ويُشير الخبراء إلى أن التهاب الكبد الوبائي سي هو عامل الخطر الرئيسي المُحفّز لتطور سرطان الخلايا الكبدية. وفي 47% من حالات سرطان الكبد، يكون السبب هو فيروس التهاب الكبد الوبائي سي.

بلغت العدوى ذروتها في الجيل الذي ولد بين عامي 1940 و1965. وكانوا في العشرينات والثلاثينات من عمرهم بين عامي 1979 و1989. وفي تلك الفترة كان خطر الإصابة بفيروس التهاب الكبد الوبائي سي في أعلى مستوياته.

وقال الدكتور سكوت بيجينز، الباحث الرئيسي في الدراسة من جامعة ولاية كولورادو: "تشخيص التهاب الكبد الوبائي سي معقد بسبب حقيقة أن المرض يمكن أن يظل بدون أعراض لفترة طويلة قبل حدوث تلف لا رجعة فيه في الكبد".

وشملت الدراسة المرضى الذين كانوا ينتظرون عملية زرع الكبد بين عامي 1995 و2010.

قُسِّم جميع المشاركين إلى مرضى التهاب الكبد الوبائي سي وحده، ومرضى التهاب الكبد الوبائي سي المصحوب بسرطان الخلايا الكبدية. صُنِّف هؤلاء المرضى حسب سنة الميلاد، ووُجِد أن أعلى معدلات الإصابة بالتهاب الكبد الوبائي سي كانت بين المولودين (بترتيب تنازلي) خلال الفترات 1951-1955، 1956-1960، 1946-1950، و1941-1945. وشكلت هذه المجموعات الأربع 81% من جميع حالات زراعة الكبد الجديدة المسجلة.

بالإضافة إلى ذلك، لاحظ الباحثون أنه بين عامي ٢٠٠٠ و٢٠١٠، ارتفع عدد المرشحين الجدد الذين ينتظرون زراعة الكبد بنسبة ٤٪. وُلد معظمهم خلال فترة طفرة المواليد، من عام ١٩٤١ إلى عام ١٩٦٠.

مع مرور الوقت، سينخفض عدد عمليات الزرع. ويعود ذلك إلى شيخوخة المرضى. فالعديد منهم، رغم حاجتهم إلى عملية زرع، لن يتمكنوا من إجرائها بسبب حالتهم الصحية، كما يقول الأخصائيون.

يوجد اليوم في الولايات المتحدة نحو مليوني شخص من مواليد فترة الطفرة السكانية مصابين بفيروس التهاب الكبد الوبائي سي.

[ 1 ]