الأطعمة المالحة تحفز السمنة لدى الأطفال

لا شك أن الكثيرين يعرفون من تجاربهم أو شهدوا كيف يطلب الأطفال، عند توقفهم قرب رفّ رقائق البطاطس أو البسكويت المملح، من آبائهم شراء عبوة. يحاول الكثير من الآباء مقاومة هذه الرغبات وشرح ضرر تناولها لأطفالهم، لكن أحيانًا ينفد صبرهم ويحصل الطفل على ما يريد. مع ذلك، ينصح العلماء الأمهات والآباء بعدم الاستسلام لاستفزازات الأطفال، لأن ذلك قد يؤدي إلى السمنة، وبالتالي إلى مشاكل صحية خطيرة.

يقول علماء أستراليون من جامعة ديكين إن الوجبات الخفيفة المالحة، مثل رقائق البطاطس والمقرمشات وغيرها، قد تُسبب السمنة لدى الأطفال. فبالإضافة إلى خطورة هذه المنتجات على الصحة، لاحتوائها على كميات كبيرة من المواد المضافة والمواد المسرطنة والدهون المتحولة، يميل الأطفال الذين يتناولونها إلى تناول المشروبات المحلاة، مما يزيد من خطر السمنة.

ونشرت نتائج أبحاث العلماء في المجلة العلمية "طب الأطفال".

أُجريت دراسة في أستراليا، شملت 4200 طفل تتراوح أعمارهم بين عامين وستة عشر عامًا. وخلصت الدراسة إلى أن ارتفاع نسبة الملح في الوجبات الخفيفة يدفع الأطفال إلى شرب المزيد من السوائل، وتفضيل المشروبات الغازية أو العصائر المُحلاة. وتم تناول كل 390 مليغرامًا من الصوديوم المُستهلك مع حوالي 17 غرامًا من المشروبات.

يقول الخبراء إن الأطفال الذين يشربون أكثر من حصة واحدة من المشروبات السكرية يوميًا يكونون أكثر عرضة للإصابة بالسمنة. ويزداد خطر زيادة الوزن لدى الأطفال بنسبة 26% مقارنةً بأقرانهم الذين لا يستهلكون هذا الكم الكبير من السعرات الحرارية الإضافية.

تُعلّق لونا ساندون، الأستاذة المساعدة في التغذية السريرية في المركز الطبي بجامعة تكساس ساوثويسترن في دالاس، قائلةً: "ليس من المُستغرب أن يميل الأطفال الذين يسمح آباؤهم لأطفالهم بتناول أطعمة مالحة وغير صحية إلى تناول مشروبات غير صحية بنفس القدر". وتضيف: "بسماح الآباء والأمهات لأطفالهم بتناول هذه الأطعمة، يُضرّون بصحتهم. المشروبات الغازية المحلاة والوجبات الخفيفة المالحة ليست طعامًا مناسبًا للأطفال. يجب على الآباء ألا يكتفوا بالحد من استهلاك أطفالهم لهذه المنتجات غير الصحية، بل عليهم أيضًا ضمان حصولهم على الكمية اللازمة من الفيتامينات والمعادن من خلال نظام غذائي صحي".

ينصح الخبراء البالغين والأطفال على حد سواء بعدم الإفراط في تناول الأطعمة المالحة. ويجب ألا تتجاوز الجرعة اليومية الموصى بها من الصوديوم ٢٣٠٠ مليغرام.

لكن وفقًا لبحث حديث أجرته الجامعة نفسها، تجاوز المراهقون الأمريكيون الجرعة الموصى بها من الصوديوم، ويستهلكون كمية أكبر من الملح، حوالي 3400 مليغرام. ويأتي معظم الصوديوم من أطباق المطاعم والأطعمة المصنعة.

وينصح الخبراء بعدم نسيان أنه من الصعب إقناع الطفل بأن منتجًا ما ضار إذا كان الوالدان أنفسهما قدوة له ويتناولان مثل هذا الطعام.

[ 1 ]، [ 2 ]، [ 3 ]، [ 4 ]