دواء معروف لإدمان الكحول له خصائص مضادة للأورام

عرف العلماء منذ زمن طويل أن دواء ديسفلفرام، المعروف بفعاليته في علاج إدمان الكحول، له تأثير مضاد للسرطان. لكنهم لم يتمكنوا إلا الآن من وصف آلية عمل هذا الدواء العلاجية الكيميائية بوضوح.

تمكنت الأبحاث الحديثة من تحديد جميع مراحل التأثير السام للديسلفرام على الخلايا السرطانية.

تم تنفيذ العمل بمشاركة مجموعة دولية من المتخصصين بقيادة جيري بارتيك، ممثلاً عن مركز أبحاث الأورام الدنماركي (كوبنهاجن).

ديسفلفرام مادة فعالة في أدوية شائعة مثل تيتورام، وأنتابيوز، وإسبيرال. وقد استُخدم لعقود طويلة في علاج إدمان الكحول المزمن. يُحفز هذا الدواء نوعًا من عملية "أنتابيوز"، مما يُؤدي إلى نفور دائم من الكحول. وقد أظهرت دراسات سابقة أن لهذا الدواء نشاطًا مضادًا للسرطان واضحًا. ومع ذلك، لم يتمكن العلماء من تصنيفه ضمن فئة العوامل المضادة للأورام، نظرًا لعدم توضيح آليات هذا النشاط رسميًا.

وكما يشير البروفيسور بارتيك، فإن عقار ديسفلفرام هو دواء غير مكلف ومتوفر، وبالتالي يمكن استخدامه في علاج الأورام الخبيثة في العديد من البلدان النامية.

يشير خبراء منظمة الصحة العالمية إلى أنه، وفقًا للتوقعات، سيزداد معدل الإصابة بالسرطان بنسبة 70% خلال العشرين عامًا القادمة. وتُعتبر الأورام الخبيثة ثاني سبب للوفاة بعد أمراض القلب والأوعية الدموية.

إن إنشاء واختبار أدوية جديدة مضادة للسرطان أمر مكلف للغاية ويستغرق سنوات عديدة، لذا فإن اكتشاف دواء بديل تمت دراسته مسبقًا يمكن أن يكون اكتشافًا في الوقت المناسب للأطباء.

أجرى العلماء تجربة وبائية منهجية شملت أكثر من ثلاثة آلاف مواطن دنماركي. وأظهرت التجربة أن تناول دواء ديسفلفرام يُطيل عمر مرضى السرطان بشكل ملحوظ.

وتناولت الدراسة بيانات من مرضى يعانون من أنواع السرطان مثل سرطان الثدي وسرطان البروستاتا وسرطان القولون والمستقيم.

بعد تلخيص نتائج الدراسة، أجرى المتخصصون سلسلة من التجارب على هياكل خلايا سرطانية من أنواع مختلفة. ثم أُجريت تجارب على القوارض، تمكن خلالها العلماء من اكتشاف ناتج أيضي لعمليات التبادل، وهو مركب ثنائي ثيوكارب-نحاس. هذه المادة هي المسؤولة عن التأثير المضاد للأورام للديسلفرام. بالإضافة إلى ذلك، تمكن المتخصصون من تحديد الهدف العلاجي للدواء: فقد ثبت أن الناتج الأيضي النشط يتراكم مباشرة في خلايا الورم.

استخدمنا اختبارات وظيفية وفيزيائية حيوية، مما سمح لنا بتحديد الهدف الجزيئي للمنتج الأيضي للديسلفرام. كان هذا الهدف هو المكون البروتيني NPL4، الذي يشارك في عمليات تنظيمية وإجهادية متعددة في الخلية، كما يقول العلماء.

وقد قدم العلماء تقريرًا كاملاً عن العمل الذي قاموا به في مجلة Nature.

[ 1 ]، [ 2 ]، [ 3 ]، [ 4 ]، [ 5 ]، [ 6 ]