لماذا يحدث تراجع الذاكرة أثناء انقطاع الطمث؟

قالت الباحثة الرئيسية ميريام ويبر، أخصائية علم النفس العصبي في المركز الطبي بجامعة روتشستر: "تُبلغ معظم النساء اللواتي يمررن بانقطاع الطمث عن بعض المشاكل التي لم يسبق لهن مواجهتها، وخاصةً المشاكل الإدراكية مثل مشاكل الذاكرة وصعوبة التركيز، وغيرها من التغيرات التي لم تكن تُثير القلق قبل انقطاع الطمث". وأضافت: "تُظهر دراستنا أن هذه المشاكل ليست شائعة فحسب، بل تتفاقم أيضًا بعد السنة الأولى من آخر دورة شهرية".

شملت الدراسة 117 امرأة، قُسِّمن إلى مجموعات وفقًا لنظام معايير "مراحل الشيخوخة الإنجابية للإناث"، الذي يستخدمه الأطباء لتحديد المراحل المختلفة للوظيفة الإنجابية للإناث، من المراهقة إلى انقطاع الطمث وما بعده. وقد وضعت مجموعة خبراء STRAW+10 هذه المعايير عام 2011 خلال ندوة عُقدت في واشنطن، الولايات المتحدة الأمريكية.

لتقييم المهارات الإدراكية للمشاركات، أجرى العلماء سلسلة من الاختبارات، وسألوا النساء أيضًا عن الأعراض التي تظهر مع بداية انقطاع الطمث، مثل ظهور الهبات الساخنة، واضطرابات النوم، ومشاعر القلق والاكتئاب. بالإضافة إلى ذلك، تبرعت المشاركات بالدم لتحديد مستويات الإستراديول (مؤشر على مستويات الإستروجين) والهرمون المنبه للجريب لديهن.

قام الباحثون بتحليل النتائج لتحديد ما إذا كانت هناك اختلافات جماعية في الوظيفة الإدراكية وما إذا كانت هذه الاختلافات قد تكون مرتبطة بأعراض انقطاع الطمث.

قام الباحثون بتقسيم المشاركات إلى أربع مراحل من بداية انقطاع الطمث: مرحلة الإنجاب المتأخرة، ومرحلة الانتقال المبكرة والمتأخرة، ومرحلة ما بعد انقطاع الطمث المبكرة.

في المرحلة الإنجابية المتأخرة، تبدأ النساء أولاً بملاحظة التغييرات في دورتهن الشهرية، مثل طول وكمية التدفق، لكن فتراتهن تستمر في الحدوث بانتظام ودون انقطاع.

يتميز البلوغ المبكر والمتأخر بتقلبات كبيرة في الدورة الشهرية، بفارق سبعة أيام أو أكثر. كما تبدأ مستويات الهرمونات بالتغير بشكل ملحوظ خلال هذه الفترة. وقد تستمر هذه الفترة لعدة سنوات.

أجرى الخبراء اختبارات شاملة على المشاركين في الدراسة لتقييم مهاراتهم المعرفية المختلفة. وشملت هذه الاختبارات الانتباه، والاستماع، والحفظ، والمهارات الحركية الدقيقة، والبراعة، و"الذاكرة العاملة"، أي القدرة على استيعاب المعلومات الجديدة وتخزينها، بالإضافة إلى إدارتها.

توصل الباحثون إلى أن النساء في مرحلة ما بعد انقطاع الطمث المبكر لديهن مهارات تعلم لفظية أضعف، وذاكرة لفظية، ومهارات حركية دقيقة مقارنة بالنساء في أواخر سنوات الإنجاب ومرحلة الانتقال المتأخرة.

وجد الباحثون أيضًا أن أعراضًا مثل صعوبة النوم والاكتئاب والقلق لا تُنبئ بمشاكل في الذاكرة. إضافةً إلى ذلك، لا يُمكن ربط هذه المشاكل بتغيرات مُعينة في مستويات الهرمونات في الدم.

تقول الدكتورة ويبر: "تشير هذه النتائج إلى أن التدهور المعرفي عملية مستقلة، وليس نتيجةً لاضطرابات النوم والاكتئاب. مع ذلك، من المحتمل أن تلعب تقلبات مستويات الهرمونات التي تحدث خلال هذه الفترة دورًا في مشاكل الذاكرة التي تعاني منها العديد من النساء".