لماذا بعض الدهون أكثر ضرراً من غيرها؟

يُعتقد أن الدهون هي العدو الرئيسي لقلبنا وسببٌ للعديد من الأمراض. ومع ذلك، يحتاج جسمنا إلى الدهون كوقودٍ للحصول على الطاقة. لماذا تختلف فوائد الدهون لجسمنا؟

وبحسب فرضية جديدة نشرت في مجلة The Quarterly Review of Biology، فإن إجابة هذا السؤال قد تكمن في تفاعل الدهون مع الكائنات الحية الدقيقة في أمعاء الإنسان.

وبحسب دراسة أجراها باحثون من جامعة نيو مكسيكو وجامعة نورث وسترن، فإن مجموعات معينة من الدهون يمكن أن تعزز نمو البكتيريا في الجهاز الهضمي.

لقد تطورت أجسامنا بحيث تحتوي على أنظمة مناعية قادرة على منع الالتهاب المعوي الذي يمكن أن تسببه البكتيريا.

"على الرغم من وجود معلومات كافية حول دراسة العمليات الالتهابية الناجمة عن تفاعل الدهون مع البكتيريا المعوية، إلا أن الآلية التي تؤثر بها الدهون على انتشار البكتيريا في الجهاز الهضمي لا تزال غير واضحة"، كما كتب الباحثون.

الدهون غير المشبعة مواد قوية مضادة للميكروبات، فهي تتفاعل مع الغشاء الواقي للبكتيريا، مما يُضعفه.

توجد الدهون غير المشبعة في المكسرات والأفوكادو وزيت الزيتون والأسماك. ويمكنها خفض الكوليسترول السيئ ورفع الكوليسترول الجيد. ووفقًا لبحث أجراه متخصصون من جامعة هارفارد وجامعة ستانفورد، فإن استبدال نظام غذائي غني بالكربوهيدرات بنظام غذائي غني بالدهون يُحسّن حالة الجهاز القلبي الوعائي ويُخفض ضغط الدم.

منذ عدة سنوات، يدرس العلماء التفاعل بين الدهون والبكتيريا المعوية، وكذلك ما يسمى "نظام الإنذار المبكر" الذي يحمي الجسم من منتجات التفاعل بين الدهون الضارة والكائنات الحية الدقيقة.

خلص الخبراء إلى أن الدهون الحيوانية، المتوفرة بكثرة في الأطعمة المقلية والوجبات السريعة، تُحفّز العمليات الالتهابية. تُسمّى هذه الدهون مُحفّزة للالتهابات، إذ لا تمتلك خصائص مضادة للميكروبات.

عندما تدخل الدهون المشبعة الجسم، فإن جسم الإنسان يبحث عن "ضيوف غير مدعوين" ويستجيب للهجوم البكتيري بعملية مناعية التهابية.

ولا يصر الباحثون على صحة فرضياتهم، لأنها مجرد افتراضات تحتاج إلى تأكيد من خلال أبحاث أكثر تعمقا في هذا المجال.