المتبرعون يطيلون حياتهم من خلال التبرع بالدم

توصل علماء سويديون ودنماركيون إلى نتيجة لافتة للنظر: يمكن للأشخاص الذين يتبرعون بالدم دوريًا أن يعيشوا حياة أطول من غيرهم. علاوة على ذلك، حدد العلماء سبب حدوث ذلك.

بدأ البحث بفكرة أن الخبراء أرادوا إثبات أن التبرع بالدم لا يُشكل خطرًا صحيًا على المتبرعين. ومع ذلك، اكتُشف أن المتبرعين يُطيلون أعمارهم، ولكن فقط إذا تبرعوا بالدم بانتظام.

أُجريت الدراسة بمشاركة مواطنين من شبه الجزيرة الإسكندنافية. راقب العلماء أنماط حياتهم وأسلوب حياتهم لفترة طويلة. وفي نهاية التجربة، تبيّن أن المعمرين في الدول الإسكندنافية هم المواطنون الذين مارسوا التبرع بانتظام. ويعني مصطلح "بشكل منتظم" في هذه الحالة أن هؤلاء الأشخاص تبرعوا بأكثر من لترين من الدم إجمالاً طوال حياتهم.

ما هو سبب ظاهرة طول عمر المتبرع؟

الفكرة الأساسية هي أن التبرع بالدم يُنشّط وظائف الأعضاء والأجهزة الداخلية، مما يُؤثّر إيجابًا على تدفق الدم "الجديد" ويُنشّط الجسم بأكمله.

بعد أن يتبرع الشخص بالدم، تتسارع عملية تجديده، مما يؤثر بشكل فوري على تقوية جهاز المناعة وتقليل خطر الإصابة بجميع أنواع الأمراض والحالات المرضية.

ينعكس الأثر الإيجابي للتبرع أيضًا على صحة الجلد: فالأشخاص الذين يتبرعون بالدم دوريًا يتمتعون ببشرة أكثر شبابًا وصحة من غيرهم. وبالتالي، يُجدد التبرع شباب الجسم.

من المهم ملاحظة ميزة أخرى: في جسم المتبرع المسن، تعود جودة وكمية الدم إلى طبيعتها في غضون 20-30 يومًا تقريبًا، بينما تكتمل هذه العملية تمامًا في جسم المتبرع الشاب في غضون 10-14 يومًا. في حال وجود نقص حاد في الأجسام المضادة في الجسم، تبدأ هذه الأجسام بالانقسام بكثافة. لهذه الأسباب، يُعدّ التبرع المنتظم مفيدًا جدًا.

وبعض الحجج الأخرى لصالح التبرع:

• يصبح المتبرعون أقل عرضة بنسبة 90% للإصابة بالسكتات الدماغية المفاجئة، وأقل عرضة بنسبة 30% للإصابة بالنوبات القلبية.
• يعاني المتبرعون من احتشاء عضلة القلب أقل بعشرات المرات.
• يتمتع المتبرعون "العاديون" بجدران وعائية أقوى وأكثر كثافة، ويرتفع مستوى الجذور الحرة في دمائهم - ويمكن اعتبار هذا إجراءً وقائيًا ممتازًا ضد الأمراض الأورامية.
• بالتبرع بالدم "القديم"، يُحفّز المتبرع جسمه على إنتاج عناصر دموية متجددة. ونتيجةً لذلك، يعمل الكبد بشكل أسهل وأفضل.
• يتمتع المتبرعون بعقلية إيجابية ويشعرون بتحسن جسدي. وهذا يعني أن التبرع يمنح الشخص دفعة من الطاقة والحيوية.

كان يُعتقد سابقًا أن التبرع بالدم يُسبب ضغطًا نفسيًا على الجسم، مصحوبًا بفقدان الحديد ومواد أساسية أخرى. لكن اتضح أن هذا غير صحيح: فالمتبرعون يُصابون بأمراض أقل ويعيشون لفترة أطول.