لا يمكن للإنسان أن يعيش إلى الأبد

في كلية أينشتاين للطب، توصل فريق من العلماء إلى استنتاج مفاده أن البشر لا يستطيعون العيش إلى الأبد بطبيعتهم - فهناك حد للحياة.

درس الخبراء متوسط العمر المتوقع للإنسان منذ القرن التاسع عشر، ووجدوا أن تطور الرعاية الصحية، وتحسين التغذية، وجودة الحياة، وغيرها، قد ساهم في إطالة العمر. ووفقًا للعلماء، بلغ متوسط عمر الأمريكيين في عام ١٩٠٠ حوالي ٤٧ عامًا، بينما يبلغ متوسط عمر مواليد هذا العام ما يقارب ٨٠ عامًا.

على مدار الأربعين عامًا الماضية، استمر متوسط العمر في الارتفاع، لكن الخبراء على يقين من أن جسم الإنسان مصمم لعدد معين من السنوات. ووفقًا لعلماء الديموغرافيا والأحياء، قد يرتفع متوسط العمر المتوقع للإنسان في المستقبل، لكن وفقًا لخبراء من كلية أينشتاين، فقد بلغ هذا الحد الأقصى في التسعينيات.

وتوصل العلماء إلى هذه الاستنتاجات بعد دراسة بيانات من قاعدة بيانات الوفيات البشرية، والتي تحتوي على بيانات من بلدان مختلفة (في المجموع، تحتوي قاعدة البيانات على بيانات من أكثر من 40 دولة).

منذ عام ١٩٠٠، انخفضت معدلات وفيات كبار السن، ويعيش المزيد من الناس سنويًا حتى سن السبعين فما فوق، مما يشير إلى زيادة في متوسط العمر المتوقع. كما درس الخبراء معدل البقاء على قيد الحياة بين كبار السن (أكثر من ١٠٠ عام)، ووجدوا أنه بغض النظر عن سنة الميلاد، يرتفع معدل الوفيات بشكل حاد بعد مرور ١٠٠ عام. لفت العلماء الانتباه خلال عملهم إلى حقيقة مثيرة للاهتمام - في بريطانيا العظمى والولايات المتحدة الأمريكية وفرنسا واليابان، حيث عاش أكبر عدد من كبار السن (أكثر من ١١٠ أعوام)، ارتفع متوسط العمر المتوقع بين السبعينيات والتسعينيات، ولكن منذ عام ١٩٩٥، توقف ارتفاع أعمار كبار السن، وهذا يدل على أن للحياة البشرية حدودها.

بعد دراسة بيانات قاعدة البيانات الدولية، خلص فريق الباحثين إلى أن متوسط عمر جسم الإنسان 115 عامًا، مع أن العلماء لا يستبعدون إمكانية عيش الإنسان لفترة أطول. ويرى الباحثون أن الحد الأقصى الذي يمكن لجسم الإنسان تحمله هو 125 عامًا، لكن احتمال حدوث ذلك أقل من واحد من كل عشرة آلاف.

على مدار العقود الماضية، تحسّن مستوى الرعاية الطبية بشكل ملحوظ، واكتشف العلماء طرقًا جديدة وفعالة لمكافحة الأمراض المعدية والمزمنة. ساهم كل هذا بلا شك في زيادة متوسط العمر المتوقع. ووفقًا للباحثين الذين أجروا التحليل، يمكن للاكتشافات الجديدة أن تساعد في زيادة عمر الإنسان وجعل الجسم يتجاوز العتبة المحسوبة، ولكن لتحقيق ذلك، سيتعين على العلماء القيام بشيء مهم حقًا. يشير الباحثون إلى أن متوسط العمر المتوقع للإنسان يتحدد بجينات معينة، وتهدف دراسات مختلفة الآن إلى إيجاد طريقة لزيادة متوسط العمر المتوقع. ومع ذلك، وفقًا لقائد الدراسة الجديدة، إيان فيج، يتم إنفاق الكثير من الموارد على إيجاد طريقة لإطالة عمر الناس، في حين يجب توجيه جميع الجهود نحو تحسين جودة الحياة والصحة في سن الشيخوخة لجعل حياة كبار السن مليئة قدر الإمكان.

[ 1 ]