اكتشف العلماء سر الشباب

لقد أدى جهد مشترك بين خبراء من معهد سكريبس للأبحاث في كاليفورنيا، ومركز مايو الطبي في مينيسوتا، ومؤسسات بحثية أخرى إلى اكتشاف مذهل - وهو نوع جديد تمامًا من الأدوية يساعد على إبطاء الشيخوخة وزيادة متوسط العمر المتوقع.

قام العلماء بتصنيف تطورها على أنها مادة مضادة للشيخوخة - وهو منتج طبي له تأثير ضار على الخلايا "المسنة" في الجسم، ويحسن أيضًا وظائف القلب؛ بالإضافة إلى ذلك، تعمل الأدوية في هذه المجموعة على مكافحة تطور العديد من الأمراض المرتبطة بالعمر.

وكما أشار المطورون أنفسهم، فإن الدواء الفريد من نوعه يمثل اختراقًا حقيقيًا في مجال العلاج، ويمكن أن يصبح مرحلة جديدة في تطوير أساليب العلاج التي تهدف إلى زيادة متوسط العمر المتوقع، والحفاظ على الشباب والصحة البشرية.

يُدمّر الدواء الجديد خلايا الجسم القديمة التي انتهت مدة حياتها وتوقفت عن الانقسام. وقد اكتشف المتخصصون منذ زمن طويل أن عملية تجديد الخلايا تكون نشطة في الجسم الشاب، ولكن مع التقدم في السن، تتراكم الخلايا القديمة في الجسم، وتتوقف عملية التجديد عمليًا، مما يؤدي إلى تغيرات وأمراض مرتبطة بالعمر.

خلال بحثهم، لفت العلماء الانتباه إلى أن سلوك الخلايا "المُسنة" يُشبه سلوك الخلايا السرطانية: إذ تُظهر أيضًا تنشيطًا لآليات البقاء، وتُعيق عملية الموت الطبيعي للخلايا. وبناءً على النتائج، استنتج الباحثون إمكانية استخدام أدوية مُضادة للسرطان لمكافحة الخلايا "المُسنة".

أظهرت دراسات أخرى صحة افتراض العلماء. وأظهرت سلسلة من التجارب أن عاملين هما الأنسب لمكافحة الخلايا "الشيخوخة" - ديزانتيب (دواء مضاد للسرطان) وكيرسيتين (مضاد للهيستامين ذو تأثير مضاد للالتهابات).

أجرى المتخصصون أبحاثهم على مزارع الخلايا، وأظهرت التجارب أن هذين الدواءين يُسببان موت الخلايا "المُسنّة" ولا يُؤثران على الخلايا السليمة و"الشابة". وعند استخدامهما معًا، لاحظ العلماء تأثيرًا مُجدِّدًا قويًا جدًا للجسم.

بعد تجارب ناجحة على المزارع، أجرى المتخصصون سلسلة من التجارب على قوارض المختبر. ونتيجةً لذلك، تبيّن أنه حتى بعد جرعة واحدة من الدواء الجديد، تحسّن عمل الجهاز القلبي الوعائي بشكل ملحوظ، وتقوّى نسيج العظام، وأصبحت القوارض أكثر قدرة على التحمل.

وكما أفاد العلماء، يمكن إجراء اختبارات مماثلة للدواء الجديد بمشاركة الأشخاص، ولكن قبل ذلك لا بد من الأخذ بعين الاعتبار العديد من العوامل والآثار الجانبية المحتملة التي قد تحدث بعد إدخال الدواء الجديد، وهذا يتطلب فترة زمنية معينة.

وأشار الخبراء أيضًا إلى أنه في المستقبل قد يتم استخدام مثل هذه الأدوية، ولكن في حالات نادرة فقط، أي يمكن إجراء علاج مضاد للشيخوخة في دورة واحدة.

وأشاروا أيضاً إلى أنه حتى لو كان من الممكن إبطاء عملية الشيخوخة جزئياً، فإن نوعية حياة كبار السن سوف تتحسن بشكل كبير.

[ 1 ]، [ 2 ]