لقد اكتشف العلماء الجينات "المسؤولة" عن الوجه

اكتشف علماء هولنديون من جامعة إيراسموس، بالتعاون مع زملاء من كندا وألمانيا وبريطانيا، خمسة جينات مسؤولة عن تكوين الوجه. ونُشرت نتائج أبحاثهم في مجلة PLoS Genetics.

ليس جديدًا أن شكل الوجه يُحدد بالجينات. وجوه التوائم متعددة الزيجوت أكثر تشابهًا بكثير من وجوه غير الأقارب، بل تكاد تكون متطابقة.

الهدف الرئيسي من البحث هو تحديد الجينات المسؤولة عن المظهر.

أشرف على البحث الاتحاد الدولي لعلم الوراثة المرئية (VisiGen). وخلال العمل، حلل العلماء 10,000 صورة بالرنين المغناطيسي لأدمغة المشاركين في التجربة، بالإضافة إلى صورهم الفوتوغرافية. وقد أُجري ذلك بهدف رسم ما يُسمى بخريطة "نقاط البداية" على الوجه. وكان جميع المتطوعين ممثلين للعرق القوقازي.

ومن المعايير التي تمت دراستها تحليل المسافة بين الحدقتين وطول الأنف والمسافة بين جناحي الأنف.

وباستخدام مصفوفات الحمض النووي، قام العلماء بتتبع الوراثة لدى الأشخاص، ثم قارنوا النتائج بملامح الوجه وبحثوا عن صلات بينها.

وبذلك، تمكن الخبراء من معرفة الجينات المسؤولة عن شكل الوجه البشري - COL17A1، PRDM16، TP63، C5orf50، PAX3.

كان بعضها معروفًا علميًا. ارتبطت الطفرات التي حدثت فيها بتشوهات نمائية. على سبيل المثال، لعبت دورًا هامًا في نمو منطقة الوجه والجمجمة، وكانت حاسمة في تطور أمراض الهيكل العظمي، بما في ذلك العمود الفقري.

ويشتبه الخبراء في أن قائمة الجينات "الوجهية" قد لا تنتهي عند هذا الحد، لكن هذه الجينات لا تزال تلعب دورا حاسما.

هذه نتائج مذهلة. إنها تفتح أعيننا على فهم كيفية تشكل الوجه البشري. يمكن استخدام هذه المعرفة في الطب الشرعي العملي، فبمساعدة الحمض النووي، سيتسنى تحديد مظهر الشخص. يمكننا الآن تحديد لون عيون وشعر الشخص بدقة أكبر من الحمض النووي، كما يقول البروفيسور مانفريد كايزر.

علاوةً على ذلك، توصل الباحثون إلى اكتشافٍ مهمٍّ آخر يُغيّر النظرة إلى العلاقة بين المظهر البشري والحمض النووي: يتحدد المظهر البشري بالتأثير المُشترك لمئات، بل آلاف، الجينات المُفردة. ورغم أهميته، فإن تأثير كلٍّ منها على حدة ليس كبيراً.