كلما ارتفع مستوى الذكاء، كلما كان الشخص أكثر سذاجة.

في جامعة أكسفورد، توصل متخصصون خلال أبحاثهم إلى نتيجة مثيرة للاهتمام. وحسب رأيهم، فإن الأشخاص ذوي الذكاء العالي أكثر ثقةً بالآخرين.

أظهرت دراسة العلاقات الاجتماعية أن درجة الثقة بالآخرين ومستوى الذكاء مترابطان. ويعتقد العلماء أن هذه الظاهرة تُفسر بأن الشخص ذو معدل الذكاء المرتفع يفهم مواقف الحياة المختلفة بشكل أفضل، ويستطيع أيضًا استشعار سلوكيات الآخرين. هذه القدرة تُمكّنه من أن يكون أكثر جرأة في الحياة، وأن يحافظ على علاقات ودية مع الأشخاص المخلصين فقط.

وجد الخبراء أيضًا أن الثقة تُفيد في جميع مجالات النشاط تقريبًا، وخاصةً في المجال المالي. إضافةً إلى ذلك، يتمتع الأشخاص الواثقون بصحة أفضل، ويكونون أكثر سعادةً في الحياة عمومًا من غير المعتادين على الثقة بالآخرين. وقد وجدت دراسات سابقة، تتعلق أيضًا بالذكاء البشري، أن معدل الذكاء يعتمد على طول الشخص. ويعتقد الخبراء أن الأشخاص طوال القامة يتمتعون بمستوى ذكاء أعلى من الأشخاص متوسطي القامة أو قصار القامة. وقد تم التوصل إلى هذه الاستنتاجات بعد اكتشاف العلماء لجينات تؤثر على ذكاء الشخص وطوله. إلا أن هذه الاستنتاجات تثير العديد من الشكوك والتناقضات.

لطالما اهتم العلماء بمسألة العلاقات بين النساء والرجال. ومؤخرًا، اكتشف الخبراء أن إخلاص الرجل ومستوى ذكائه مترابطان. أجرى علماء النفس دراسة في معهد لندن، خلصت إلى أن جميع الرجال الأذكياء تقريبًا يظلون مخلصين لشريكاتهم. وأكد خبراء بريطانيون أن الرجل الذكي حقًا لن يخون زوجته أبدًا. ويقدم العلماء تفسيرًا بسيطًا لهذا: الزواج الأحادي في الظروف الاجتماعية الحديثة هو الشكل الأكثر ملاءمة وبساطة للعلاقات بين الجنسين. تجدر الإشارة أيضًا إلى أن العلاقات المتعددة الزوجات في الحيوانات قد استُبدلت تدريجيًا بعلاقات أحادية الزواج في عملية التطور. ووفقًا للخبراء، فإن وجود شريك جنسي واحد يسمح لك بتجنب المواقف العصيبة الشديدة، بالإضافة إلى البحث المطول عن شريك جديد لممارسة الجنس، مما يساعد على الحفاظ على الجهاز العصبي.

الأشخاص الأذكياء أكثر نجاحًا في الحياة أيضًا، لأنهم يدركون العالم من حولهم بشكل مختلف: لاحظ العلماء طريقة مختلفة قليلاً لمعالجة المعلومات الحسية. يكون دماغ الشخص ذي المستوى العالي من الذكاء أكثر انتقائية في إدراك الأشياء المتحركة. بمعنى آخر، يتمكن الأشخاص ذوو الذكاء العالي من قمع الحركات الكبيرة، ويلاحظ إدراك بصري أكثر تمييزًا. يدرك دماغ الأشخاص الأذكياء حركات الأشياء الصغيرة بشكل أفضل، لذلك يمكنه التركيز على حركة الأشياء الصغيرة، على عكس الأشخاص ذوي مستوى الذكاء المنخفض أو الطبيعي. ولكن في الاختبارات التي تنطوي على أشياء كبيرة، كانت النتائج معاكسة تمامًا. لاحظ الخبراء أن هذا يحدث على مستوى اللاوعي، وفي هذه الحالة يمكننا التحدث عن نشاط الدماغ، والذي يختلف مبدأه اختلافًا جوهريًا عن المبدأ الملحوظ لدى الأشخاص الذين يتمتعون بمستوى ذكاء يقابل أو يقل عن المعدل الطبيعي.