يكتسب نوع جديد من العلاج - العلاج بالغابات - شعبية متزايدة

أثبت متخصصون يابانيون من كلية الطب اليابانية في طوكيو أن المشي في الغابات يُحفّز نشاط الخلايا القاتلة الواقية، المسؤولة عن الاستجابة للغزو الفيروسي وتطور الأورام. نُشرت نتائج البحث على صفحات مجلة كوارتز الإلكترونية.

منذ ثماني سنوات، تستثمر الحكومة اليابانية في الأبحاث المتعلقة بالفوائد الفسيولوجية والنفسية للعلاج بالغابات.

قام الباحث الرئيسي الدكتور تشينغ لي من كلية الطب اليابانية بطوكيو بتقييم وظيفة الخلايا المناعية القاتلة قبل وبعد جولة في الغابة مباشرةً. وتبين أن الأشخاص الذين اعتادوا على هذه الجولات يتمتعون بدفاعات مناعية أقوى، والتي تتحسن بشكل خاص خلال الأسبوع وحتى الشهر التالي لزيارة الغابة.

خلال تجربة شملت ما يقرب من ثلاثمائة متطوع تتراوح أعمارهم بين ٢٠ و٢٥ عامًا، اكتشف العلماء أن التواجد في الغابة يُقلل من مستوى الكورتيزول ، وهو هرمون معروف بـ"التوتر"، والذي قد تؤدي تراكيزه العالية إلى السمنة واضطرابات النوم وأمراض القلب والشيخوخة المبكرة. ولملاحظة التأثير الإيجابي للعلاج بالغابات، يكفي قضاء نصف ساعة في أحضان الطبيعة.

لاحظ العلماء أن هواء الغابة النقي غني بالمبيدات النباتية، وهي مواد فريدة قادرة على تثبيط نشاط الكائنات الدقيقة المسببة للأمراض. بالإضافة إلى ذلك، يُبطئ العلاج بهواء الغابة معدل ضربات القلب، ويُحافظ على استقرار ضغط الدم، ويُحسّن حالة مرضى الجهاز التنفسي. في الوقت نفسه، لا داعي للأنشطة الترفيهية: يمكنك المشي بين الأشجار، أو مجرد الجلوس والراحة.

تجدر الإشارة إلى أن مراعاة طبيعة الحدائق والمتنزهات جزء لا يتجزأ من الثقافة الوطنية اليابانية. منذ عام ١٩٨٢، أصبح العلاج بالغابات، المعروف لدى اليابانيين باسم "شينرين يوكو"، جزءًا من البرنامج الصحي المُعتمد على المستوى التشريعي. وقد أُنشئ نوع مماثل من الرعاية الصحية في أمريكا، حيث أُنشئت جمعية العلاج الطبيعي والغابات، التي تُعنى بتقديم المساعدة لجميع الراغبين في الخضوع للعلاج المُقترح.

قبل نحو عشر سنوات، نشر متخصصون من جامعة إلينوي نتائج مراقبة مجموعة من الأطفال الذين يعانون من ضعف التركيز. وقد ساهم المشي المنتظم في الحدائق والساحات في زيادة قدرات التركيز لدى هؤلاء الأطفال بشكل ملحوظ. كما أن الأطفال الذين شاركوا في تجربة الطبيب النفسي الدكتور ديفيد ستراير - وهي رحلة مشي لمدة ثلاثة أيام في الغابة - تضاعفت قدرتهم على حل المشكلات المعقدة تقريبًا.

في بلدنا، تُمارس العديد من المصحات ما يُسمى بالعلاجات التضاريسية، وهي جولات مشي مُحددة على مسارات مُخطط لها مُسبقًا. تُعزز هذه الجولات القدرة على التحمل، وتُحافظ على استقرار وظائف القلب والأوعية الدموية، وتُنشط الجهاز التنفسي وعمليات الأيض، وتُعيد حالة الجهاز العصبي إلى طبيعتها.

[ 1 ]، [ 2 ]