في نوبة الغضب، يكون الرجل أكثر إنتاجًا

في حالة الغضب، يكون الناس أكثر قدرة على التعامل مع المهام التي تتطلب جهدًا منهم. غالبًا ما يحفز الغضب على الفعل، ويساعد على تقييم الأحداث بشكل أسرع، وتشكيل سلوك الفرد وموقفه تجاه الآخرين، والتعبير عن تجاربه.

لطالما اعتُبرت المشاعر السلبية غير مرغوب فيها، لأنها تمنع معظم الناس من ممارسة الأنشطة الطبيعية، وعيش حياة طبيعية، والتعلم والعمل. تشمل هذه المشاعر السلبية الحزن، والغضب، والقلق، والإحباط، وخيبة الأمل، وغيرها. ومع ذلك، هناك أدلة كثيرة على أن المشاعر السلبية قد تحفز الشخص على القيام بنشاط معين. على سبيل المثال، تناولت دراسة حديثة لعلماء النفس من جامعة تكساس فوائد الغضب، حيث وُجد أن الغضب قد يساعد أحيانًا على تحقيق الأهداف.

شارك في الدراسة أكثر من ألف متطوع. عُرضت على جميع المشاركين صورٌ مختلفة تُثير حالتهم النفسية، وكان عليهم استحضار بعض المشاعر، سواءً حزنًا أو غضبًا. وتضمنت الصور أيضًا صورًا محايدة لم تُسبب أي رد فعل. وقُيّمت الحالة النفسية والعاطفية لجميع المشاركين عدة مرات قبل مشاهدة الصورة وبعدها.

في المرحلة التالية، طُلب من المشاركين حل عدة ألغاز كلمات ولعب ألعاب كمبيوتر. تجدر الإشارة إلى أن الشعور بالغضب ساعد المشاركين على إنجاز مهام تتطلب جهدًا معينًا، على سبيل المثال، عند ظهور صعوبات في المهام. على سبيل المثال، بعد مشاهدة صورة تثير الغضب، أظهر المشاركون ردود فعل أكثر دقة، ووصلوا إلى الهدف أسرع، وكانوا أكثر نشاطًا بشكل عام، ونتيجة لذلك، فازوا أكثر. ولوحظت نتائج أسوأ نوعًا ما بعد شعور بالمفاجأة.

من الواضح أن المشاعر، الإيجابية والسلبية، تلعب أدوارًا مختلفة في حياتنا. فالتعبير عن الحزن يُشير للآخرين إلى حاجة الشخص إلى المشاركة والعزاء. كما أن الشعور بالملل يُحفز البحث النشط عن شيء مثير للاهتمام. في نوبات الغضب والانفعال، يبدأ الناس بالبحث عن جميع السبل الممكنة لحل المشكلة، محاولين حلها في أسرع وقت ممكن. ومع ذلك، من المهم إدراك أن الغضب ليس "صديقًا جيدًا" في جميع المشاكل. على سبيل المثال، غالبًا ما يقول الشخص الغاضب أشياءً لا يفكر فيها وهو هادئ. بالإضافة إلى ذلك، من المهم مراعاة نوع الشخصية. من المؤكد أن الأشخاص ذوي المزاجات المختلفة، الانطوائيون والمنفتحون، سيظهرون نتائج مختلفة تمامًا. لذلك، لا يمكن اعتبار الدراسة مكتملة بعد: فعمل العلماء في هذا الاتجاه مستمر.

المعلومات المقدمة في مجلة الشخصية وعلم النفس الاجتماعي