في البلدان المتخلفة، يجلب الدين شعوراً بالرضا عن النفس في البلدان المتخلفة

كلما ارتفعت جودة الحياة في بلد ما، كلما صغرت الفجوة في الرضا عن الحياة بين المؤمنين وغير المؤمنين.

أجرى فريق من العلماء، برئاسة عالم النفس الأمريكي إد دينر، الأستاذ بجامعة إلينوي، دراسةً حول العلاقة بين السعادة والتدين لدى الناس في مختلف دول العالم. استخدموا بياناتٍ من عام 2005 إلى عام 2009 من استطلاع غالوب العالمي، الذي أُجري في أكثر من 150 دولة؛ وتناولت الدراسة أسئلةً تتعلق بالانتماء الديني، والرضا عن الحياة، واحترام الآخرين، والدعم الاجتماعي، والمشاعر الإيجابية والسلبية.

لم تكن الدراسات السابقة المماثلة ذات نطاق عالمي، إذ اقتصرت على دول منفردة (ولا سيما الولايات المتحدة الأمريكية). وقد خلص مؤلفوها، بناءً على البيانات التي جُمعت، غالبًا إلى أن المتدينين أسعد من الملحدين. ومع ذلك، وكما يرى إد دينر وزملاؤه، فإن الصورة العامة هي كما يلي.

في المجتمعات الأكثر اختلالًا (حيث ينتشر الجوع وينخفض متوسط العمر المتوقع)، يكون المؤمنون أكثر سعادةً بشكل ملحوظ. يمنح الدين الناس دعم واحترام الآخرين، بالإضافة إلى شعور شخصي بالرضا عن الحياة (كما يتضح من إجابات الأسئلة ذات الصلة في استطلاع غالوب العالمي). كلما تحسن نظام الرعاية الاجتماعية والرعاية الصحية والتعليم في بلد ما، انخفضت معدلات البطالة والجريمة، وتقلص الفارق في مدى سعادة المؤمنين وغير المؤمنين. وتتلاشى هذه الفجوة تقريبًا في البلدان ذات أعلى مستويات المعيشة.

هناك أيضًا علاقة عكسية بين جودة الحياة ونسبة الأشخاص الذين يعتبرون الدين مهمًا جدًا لهم. وينطبق هذا النمط حتى داخل الولايات المتحدة: ففي ولاية ميسيسيبي، إحدى أكثر الولايات تخلفًا من جميع النواحي، 88% متدينون، بينما في ولاية فيرمونت، إحدى أكثرها ازدهارًا، تبلغ النسبة 44% (المتوسط العالمي 68%). وكان الرئيس أوباما مُحقًا عندما زعم (كمرشح) أن من يُطلق عليهم "الريفيين" "لجأوا إلى يسوع والسلاح" بدافع اليأس.

[ 1 ]، [ 2 ]