أظهرت دراسة أجريت على المومياوات أن أمراض القلب أصابت القدماء أيضًا

غالبًا ما يعتقد الناس أن أمراض القلب نتيجة ثانوية لنمط الحياة العصري القائم على الوجبات السريعة، إلا أن بحثًا جديدًا يشير إلى أن هذه الحالة تُؤرق البشرية منذ قرون. نُشرت النتائج في مجلة القلب الأوروبية.

أظهرت فحوصات التصوير المقطعي المحوسب أن أكثر من ثلث (37%) من 237 مومياء بالغة من سبع ثقافات مختلفة تمتد لأكثر من 4000 عام ظهرت عليها علامات انسداد الشرايين.

ويقول الباحثون إن النتائج تظهر أن الناس لديهم خطر فطري للإصابة بتصلب الشرايين - وهو تراكم اللويحات في الشرايين مما قد يؤدي إلى الإصابة بالنوبات القلبية والسكتات الدماغية.

قال الباحث الرئيسي الدكتور راندال تومسون، أخصائي أمراض القلب في معهد سانت لوك للقلب في كانساس سيتي بولاية ميسوري: "وجدنا تصلب الشرايين في جميع الفترات الزمنية - منذ عام 2500 قبل الميلاد - لدى الرجال والنساء، وفي جميع الثقافات السبع التي درسناها، لدى النخب وغير النخب على حد سواء". وأضاف: "هذا يؤكد ملاحظتنا السابقة بأن هذه ليست مجرد حالة حديثة ناجمة عن نمط حياتنا العصري".

(أ) إعادة بناء حجم مسح التصوير المقطعي المحوسب الذي يُظهر تصلبًا عصيديًا واسع النطاق (الأسهم) في الشريان الأورطي لمومياء أنثى من بيرو القديمة (روزيتا). (ب) إعادة بناء متعدد المستويات: يُظهر المنظر السهمي للتصوير المقطعي المحوسب تكلسًا كثيفًا في البصلة السباتية اليسرى (السهم). (ج) إسقاط أقصى شدة لشريحة سميكة: يُظهر التصوير المقطعي المحوسب التاجي المعدل ترسبًا كثيفًا للكالسيوم في الشرايين التاجية لمومياء مصرية من أواخر المملكة الوسطى - الفترة الانتقالية الثانية. (د) عدد المومياوات التي تعاني من تكلس تصلب عصيدي غائب، خفيف إلى متوسط (منطقة أو منطقتان وعائيتان مصابتان)، وشديد (ثلاث إلى خمس مناطق وعائية مصابة) لكل من العصور الثلاثة عشر. لوحظت تكلسات تصلب عصيدي في المومياوات من جميع العصور. قبل الميلاد، أي قبل العصر المشترك؛ الميلاد، العصر المشترك.

وقال الباحثون إن المومياوات جاءت من أجزاء مختلفة من العالم، بما في ذلك المصريين القدماء، والبيروفيين القدماء من الأراضي المنخفضة، والبوليفيين القدماء من المرتفعات الأنديزية، وصيادي وجامعي الثمار في جزر ألوشيان في القرن التاسع عشر، والإنويت في جرينلاند في القرن السادس عشر، وأهل بويبلو الأجداد، ورعاة صحراء جوبي في العصور الوسطى.

وقال الباحثون إن معظم الحالات كانت متوافقة مع أمراض القلب في مراحلها المبكرة، والتي عادة ما يتم العثور عليها في فحوصات التصوير المقطعي المحوسب للمرضى المعاصرين.

قال تومسون في بيان صحفي لمستشفى سانت لوك: "تُظهر هذه الدراسة أن عوامل الخطر القلبية الوعائية الحديثة، مثل التدخين ونمط الحياة الخامل وسوء التغذية، عند إضافتها إلى المخاطر الكامنة المرتبطة بالشيخوخة، يمكن أن تزيد من مدى تأثير تصلب الشرايين". وأضاف: "لهذا السبب، من المهم للغاية السيطرة على عوامل الخطر التي يمكننا السيطرة عليها".