تحليل RARRR

للوقاية من مضاعفات الحمل والتشوهات الوراثية والخلقية لدى الجنين، تخضع النساء الحوامل لفحص ما حول الولادة، وهو مجموعة خاصة من الفحوصات. تشمل هذه المجموعة تحديد مستويات ألفا فيتوبروتين، وموجهة الغدد التناسلية المشيمية البشرية، والإستريول الحر، ومُحفزات اللاكتوجين المشيمية، والإنهيبين أ، بالإضافة إلى تحليل PAPP، وعدد من الدراسات الأخرى.

في هذه المقالة سوف نتحدث عن تحليل PAPP-A - وهو بروتين البلازما، والذي يعد تحديده ذو أهمية كبيرة أثناء الحمل.

[ 1 ]، [ 2 ]، [ 3 ]

دواعي إجراء اختبار PAPP

• الفحص قبل الولادة، والذي يتم إجراؤه لتقييم خطر حدوث تشوهات كروموسومية في الجنين في الفترة من 9 إلى 13 أسبوعًا.
• دورات الحمل المعقدة التي تمت ملاحظتها سابقًا (الإجهاض التلقائي، ووفيات الجنين المبكرة).
• المرأة الحامل عمرها أكثر من 35 سنة.
• تاريخ الإصابة بالتهاب الكبد، أو عدوى الهربس، أو الفيروس المضخم للخلايا، أو الحصبة الألمانية أثناء حالات الحمل السابقة.
• إذا كانت العائلة لديها بالفعل طفل يعاني من تشوهات كروموسومية أو عيوب في النمو.
• الأمراض الوراثية لدى الوالدين والإخوة والأخوات للمرأة الحامل.
• تعرض أحد والدي الطفل الذي لم يولد بعد للإشعاع أو التعرضات الضارة الأخرى.

يُجرى التحليل عادةً على مدار يوم أو يومين. يُؤخذ الدم صباحًا على معدة فارغة. في اليوم السابق، يُنصح بالامتناع عن الكحول، أو تناول الحلويات، أو الإفراط في الأكل، أو القيام بأعمال بدنية شاقة.

ماذا يعني PAPP-A؟

PAPP-A هو بروتين خاص يبدأ إنتاجه بكميات كبيرة أثناء الحمل. عادةً، يمتلك كل شخص كمية قليلة من هذا البروتين، وهو جليكوبروتين عالي الوزن الجزيئي، ويُنتج في مصل الدم. ومع ذلك، يبدأ تصنيعه لدى النساء الحوامل بواسطة الأرومة الغاذية، وهي الطبقة الخلوية الخارجية للجنين، مما يساعد على انغراسه في جدار الرحم.

يتم وصف اختبار بروتين البلازما أ (PAPP-A) من أجل الكشف عن أي تشوهات في الجنين النامي في الوقت المناسب، حيث لا يمكن للموجات فوق الصوتية في هذا الوقت تقييم تكوين الجنين وتطوره.

يميل الخبراء إلى الاعتقاد بأن التغيرات في مستوى بروتين البلازما أ ترتبط غالبًا بخطر الإصابة بمتلازمة داون أو غيرها من التشوهات الكروموسومية لدى الطفل. إضافةً إلى ذلك، قد تُشير هذه التغيرات في المؤشرات إلى خطر الإجهاض التلقائي أو توقف نمو الحمل. لهذا السبب، يُعد تحليل PAPP-A إلزاميًا في قائمة دراسات الفحص ما حول الولادة.

يُعتبر اختبار PAPP أثناء الحمل مفيدًا بدءًا من الأسبوع الثامن، إلا أن الأطباء غالبًا ما يصفون اختبار PAPP مع β-hCG، أي من الأسبوع الحادي عشر إلى الأسبوع الرابع عشر. تجدر الإشارة هنا إلى أن نتائج تحليل PAPP، الذي أُجري بعد الأسبوع الرابع عشر، لم تعد موثوقة، إذ لم يعد بروتين البلازما A يُمثل مؤشرًا على التشوهات الكروموسومية منذ هذه الفترة.

من أجل تحديد خطر إصابة الجنين بمتلازمة داون وغيرها من التشوهات بدقة، يجب على الطبيب أن يأخذ في الاعتبار ليس فقط مؤشر PAPP-A بشكل مباشر، ولكن أيضًا علاقته بنتيجة β-hCG وقراءات الموجات فوق الصوتية.

يجب ألا تتجاوز الفترة الزمنية بين فحص الموجات فوق الصوتية وفحص الدم للكيمياء الحيوية (PAPP وhCG) ثلاثة أيام، وإلا فقد تكون القراءات غير دقيقة. إلى جانب قراءات PAPP، يُحدد مستوى hCG في نفس الوقت.

نتائج PAPP-A

يُجري أخصائي فك تشفير PAPP-A، مع مراعاة نسبة البيانات المتعلقة بكمية بروتين البلازما A، ومؤشر β-hCG، ونتائج فحص الموجات فوق الصوتية. بالإضافة إلى ذلك، يُؤخذ في الاعتبار وزن جسم الأم الحامل، وتدخينها، وحملها أثناء التلقيح الصناعي، وتناول بعض الأدوية، ومرض السكري، بالإضافة إلى وجود حالات حمل متعددة.

تختلف مؤشرات مستوى PAPP حسب أسابيع الحمل. يُظهر جدول PAPP-A البيانات بناءً على الفترة:

أسبوع الحمل	مؤشر PAPP-A، mIU/ml
من 8 إلى 9 أسابيع	0.17 – 1.54
من الأسبوع التاسع إلى الأسبوع العاشر	0.32 – 2.42
من الأسبوع 10 إلى الأسبوع 11	0.46 – 3.73
من الأسبوع 11 إلى الأسبوع 12	0.79 – 4.76
من 12 إلى 13 أسبوعًا	1.03 – 6.01
من الأسبوع 13 إلى الأسبوع 14	1.47 – 8.54

إذا كان مستوى PAPP-A أقل من الطبيعي، فقد يشير هذا إلى أن الطفل الذي لم يولد بعد معرض لخطر الإصابة بالأمراض التالية:

• مرض إدواردز هو اضطراب في الكروموسوم 18 يجمع بين العديد من التشوهات التنموية ذات الطبيعة الدستورية والعقلية؛
• متلازمة داون هي شذوذ في الزوج الحادي والعشرين من الكروموسومات، وتتميز بعلامات تأخر النمو العقلي والجسدي؛
• متلازمة تقزم أمستردام (كورنيليا دي لانج) هو مرض طفرات جينية تظهر على شكل تأخير في التطور النفسي الحركي بدرجات متفاوتة؛
• تشوهات كروموسومية أخرى (مرض روبنشتاين-تايبي، التخلف العقلي مع فرط الشعر، وما إلى ذلك).

بالنسبة للمرأة الحامل، قد يشير انخفاض مستويات PAPP-A إلى خطر الإجهاض أو تجميد الحمل.

إذا كانت نسبة PAPP-A مرتفعة، فعادةً لا يكون ذلك سببًا للقلق: ربما لم يتم تحديد عمر الحمل لديك بدقة، أو أن الطبقة الخلوية الخارجية للجنين تنتج بروتين البلازما أكثر من المعتاد.

تذكروا أن نتيجة اختبار PAPP-A لا تُعتبر منفصلة عن مؤشرات β-hCG وفحص الموجات فوق الصوتية. لا يُشتبه في وجود تشوهات كروموسومية لدى الجنين إلا في حال وجود انخفاض ملحوظ في PAPP-A، وزيادة β-hCG، ومؤشر مميز في الموجات فوق الصوتية، عندما يزيد سمك شفافية عنق الرحم لدى الجنين عن 3 مم.

علاوة على ذلك، لا تُثبت نتيجة اختبار PAPP-A تشخيصًا قاطعًا. فهي تُمكّن فقط من تحديد وجود خطر حدوث تشوهات كروموسومية، مما يُحدد الحاجة إلى مراقبة أكثر دقة لمسار الحمل.

MoM PARR-A – ما هو؟

من أجل تحديد درجة خطر حدوث التشوهات الكروموسومية، لا يستخدم المتخصصون مؤشرات PAPP-A بشكل مباشر، بل يستخدمون حساب MoM.

يعتبر MoM بمثابة معامل يشير إلى مستوى انحراف مؤشر الفحص حول الولادة عن المؤشر المتوسط لأسبوع معين من الحمل.

كيفية حساب MoM؟

وللقيام بذلك، من الضروري تقسيم مؤشر PAPP-A على القيمة المتوسطة المقابلة لأسبوع الحمل.

يعتبر مستوى PAPP-A في الشهر الأول من الحمل مؤشرًا قريبًا من الواحد، ولكنه قد يتقلب في نطاق 0.5 – 2.5، وفي حالة الحمل المتعدد قد يصل إلى 3.5 في الشهر الأول من الحمل.

لا داعي للقلق مُسبقًا: فالنتائج المُحصّلة تُشير فقط إلى ما إذا كانت المرأة الحامل مُعرّضة لخطر الإصابة بتشوهات كروموسومية. في حال وجود هذا الخطر، ستُراقَب سير الحمل عن كثب، مع إجراء الفحوصات والتحاليل اللازمة.

بالطبع، لكِ وحدكِ الحق في اتخاذ قرار إجراء فحص مُحدد. فحتى بعد اكتشاف تشوهات كروموسومية لدى الجنين، لا يُمكن للطب علاجها أو تصحيحها. إن تأكيد درجة الخطورة يمنح الأم الحامل فرصة اتخاذ القرار: إما مواصلة الحمل والاستعداد لأي شيء، أو إنهائه. بالطبع، قد تكون نتائج الفحوصات إيجابية كاذبة في بعض الحالات، ولكن للأسف، لا أحد يضمن النتيجة.

النصيحة: سواء وافقت على إجراء اختبار PAPP أم لا، استشر أخصائيًا وراثيًا جيدًا والذي سيحدد مدى الحاجة إلى إجراء المزيد من الاختبارات الإضافية لك.