أسباب انحراف الحاجز الأنفي

وفقًا للمبدأ السببي، يمكن تقسيم تشوهات الحاجز الأنفي إلى المجموعات الرئيسية التالية: ما بعد الصدمة وتلك الناتجة عن التشوهات في تكوين الهيكل العظمي الغضروفي.

مسببات انحراف الحاجز الأنفي

يبدو أن آلية انحناءات ما بعد الصدمة واضحة للغاية ولا تحتاج إلى شرح. ومع ذلك، من المستحيل التمييز بوضوح بين هاتين المجموعتين، اللتين تبدوان مختلفتين للوهلة الأولى، فحتى الإصابات الطفيفة في الأنف، التي يتعرض لها كل شخص في مرحلة الطفولة المبكرة عند تعلم المشي، يمكن أن تؤثر على نمو وتكوين هيكل الحاجز الأنفي، وبالتالي على تكوين تشوهاته. هناك نظرية تثبت أن حتى صدمة الولادة يمكن أن تؤدي إلى مثل هذه التشوهات النمائية. من غير المعروف ما إذا كانت الصدمة تُسبب دائمًا انحناء الحاجز الأنفي أم أن هناك عوامل أخرى مُحفزة.

عند حديثي الولادة والأطفال الصغار، يكون الحاجز الأنفي مستقيمًا عادةً، ويتكون هيكله العظمي من جزر منفصلة غير متجاورة من الأنسجة الغضروفية (مناطق النمو). تبدأ هذه الأجزاء، المتعظمة جزئيًا، بالنمو والالتحام ببعضها البعض، لتشكل هيكلًا عظميًا غضروفيًا مكتمل النمو يدعم جسر الأنف الخارجي. بسبب إصابة وأسباب أخرى غير معروفة حتى الآن، يحدث في بعض الحالات خلل في العملية الفسيولوجية لنمو وتكوين هيكل الحاجز الأنفي. ونتيجة لذلك، تنمو أجزاء الهيكل العظمي المستقبلي باتجاه بعضها البعض، قبل فترات النمو الطبيعية، وتتداخل مع بعضها البعض في منطقة المفاصل، وتنحني، ولا تتناسب مع المساحة المخصصة لها، وتشكل نتوءات وخطوطًا على طول الدرزات. يكتمل تكوين هيكل الحاجز الأنفي في سن 16-18 عامًا، وفي نفس الفترة يكتسب الحاجز الأنفي شكله النهائي، مما يوفر لصاحبه تنفسًا أنفيًا حرًا طوال حياته، أو على العكس، يُسبب مشاكل ويؤدي إلى ظهور عدد من الأمراض، وقد يتطلب تصحيحًا جراحيًا. ومع ذلك، لا تحدث عملية النمو بشكل منعزل، بل ترتبط بتكوين الهياكل المحيطة - إذا تحركت الأجزاء العلوية من الحاجز الأنفي إلى الجانب، تُملأ المساحة الحرة على الجانب الآخر بمحارة أنفية وسطى مُنفوخة. نادرًا ما يُلاحظ نفخ الهيكل العظمي للمحارة الأنفية السفلية في النصف الأوسع من تجويف الأنف، وعادةً ما يزداد حجم هذه المحارة بسبب فرط تكوين الهيكل العظمي وتضخم أنسجته الكهفية. يُعد فهم هذه العمليات أمرًا بالغ الأهمية للتخطيط الصحيح للعلاج الجراحي، لأن عملية واحدة على الحاجز الأنفي دون تصحيح مناسب للمحارة الأنفية غالبًا ما لا تكفي.