النظام الغذائي للعدوى المعوية

النظام الغذائي لالتهابات الأمعاء، عندما يسبب القيء والإسهال الجفاف الشديد للجسم وفقدان المواد الحيوية، يهدف إلى استعادة توازن الماء والملح وإعادة الجهاز الهضمي إلى قدرته على أداء وظائفه بشكل طبيعي.

عندما يتأثر الجسم بعدوى الزحار العصية أو السالمونيلا أو الفيروس العجلي أو الفيروس المعوي، فإن علاج العدوى المعوية بالنظام الغذائي ضروري للغاية، وفي الواقع، هو الجزء الأكثر أهمية في العلاج العرضي للأمراض المعوية.

[ 1 ]، [ 2 ]، [ 3 ]، [ 4 ]

علاج عدوى الأمعاء بالنظام الغذائي

بغض النظر عن نوع البكتيريا أو الفيروسات المُسببة للمرض، يجب أن يبدأ علاج العدوى المعوية لدى البالغين بالتوقّف المؤقت عن تناول أي طعام. والأمر الرئيسي خلال الفترة الحادة هو الوقاية من الجفاف، الذي يُشكّل خطرًا مميتًا عند وصوله إلى مستوى مُعين (20% من الحجم الفسيولوجي للسوائل في الجسم).

لذلك، في حالة التسمم المعوي الحاد، من الضروري تناول ما يُسمى بمحاليل الإماهة أو أدوية إعادة الإماهة عن طريق الفم: محلول رينجر-لوك، ريجيدرون، هيدروفيت، جلوكوسولان، جاستروليت، ترايجيدرون (متوفرة في أكياس، محتوياتها قابلة للذوبان في الماء). يُنصح بتناول هذه المحاليل الملحية المُعوّضة للبلازما والمُزيلة للسموم في حالات الإسهال الطفيف - 50 مل لكل كيلوغرام من وزن الجسم، وفي الحالات المتوسطة - 80 مل لكل كيلوغرام. تُحدد جرعة الأطفال في تعليمات الدواء، ويُعطى الطفل الماء حسب عمره وحالته.

وفقًا للتركيبة المثالية لمحلول مضاد للجفاف الذي وضعته منظمة الصحة العالمية، يجب أن يحتوي اللتر الواحد على 3.5 جرام من كلوريد الصوديوم؛ و1.5 جرام من كلوريد البوتاسيوم؛ و3 جرام من سترات الصوديوم و20 جرام من الجلوكوز.

يعتقد معظم الأطباء أن النظام الغذائي لالتهاب الأمعاء الحاد، وكذلك النظام الغذائي لالتهاب الأمعاء الفيروسي - في المرحلة الأولى من المرض - يتكون من شرب الشاي الأسود المُحلى (1-1.2 لتر يوميًا). في الوقت نفسه، يجب ألا يقل إجمالي كمية السوائل المُتناولة خلال اليوم عن 2-2.5 لتر. ويوصي بعض أطباء الجهاز الهضمي البالغين بشرب مغلي ثمر الورد المجفف أو التوت الأزرق، أو منقوع قشر التفاح الطازج، أو مرق الأرز المُصفى.

النظام الغذائي لعدوى الأمعاء عند البالغين

ما هو النظام الغذائي الذي يصفه الأطباء لالتهاب الأمعاء؟ إنه النظام الغذائي رقم 4، الذي يعتمد على استخدام منتجات لا تُهيّج المريء والمعدة والأمعاء كيميائيًا أو ميكانيكيًا أو حراريًا. لذلك، يجب أن يكون الطعام شبه سائل، ودرجة حرارته متوسطة، ومُطهى على البخار أو مسلوقًا، ومفرومًا جيدًا قبل تناوله. يُؤخذ هذا النظام الغذائي من 5 إلى 6 مرات يوميًا.

يبلغ محتوى السعرات الحرارية لمثل هذا النظام الغذائي للعدوى المعوية لدى البالغين حوالي 1980 سعرة حرارية ؛ يُسمح بالسكر لا يزيد عن 40 جم ، والملح - لا يزيد عن 10 جم في اليوم الواحد ؛ يتم تقليل محتوى الدهون والكربوهيدرات إلى 70 جم و 250 جم على التوالي ، وكمية البروتينات على مستوى 100 جم في اليوم الواحد.

بعد تحسّن صحة المريض، يُنقل إلى النظام الغذائي رقم 4ب، وهو نظام غنيّ بالسعرات الحرارية اليومية (حوالي 3000 سعرة حرارية) والكربوهيدرات (حتى 400 غرام)، بالإضافة إلى الدهون والبروتينات والسكريات وملح الطعام - كما هو الحال في النظام الغذائي رقم 4. يسمح النظام الغذائي رقم 4ب بطهي الأطباق، وخبزها في الفرن، وقليها قليلاً. ويُقلّل عدد الوجبات إلى أربع وجبات يوميًا. في الوقت نفسه، يُوصي كلا النظامين الغذائيين بنفس المنتجات ويُحدّان منها.

[ 5 ]، [ 6 ]، [ 7 ]، [ 8 ]، [ 9 ]

النظام الغذائي للأطفال المصابين بعدوى معوية

يعتمد النظام الغذائي للأطفال المصابين بالالتهابات المعوية على نفس مبادئ النظام الغذائي للبالغين، ولكن مع "تعديل" يتناسب مع عمر الطفل.

يتضمن علاج العدوى المعوية بالنظام الغذائي لدى الأطفال ضرورة الحد من تناول الأطعمة الكربوهيدراتية، وخاصة سكر الحليب (اللاكتوز)، الموجود في الحليب ومنتجاته. والحقيقة هي أن المرحلة الرئيسية لهضم الكربوهيدرات، بما في ذلك اللاكتوز، لا تحدث في المعدة (حيث تُحلل الكربوهيدرات جزئيًا فقط)، بل في الأمعاء الدقيقة. وفي حالة وجود عدوى بكتيرية معوية، يبدأ سكر الحليب بالتخمر بقوة، مما يسبب تكوّن غازات زائدة، وبالتالي الانتفاخ والمغص.

ولهذا السبب، بالنسبة للأطفال في السنة الأولى من حياتهم الذين يتغذون على الرضاعة الصناعية، من الضروري استبدال تركيبات الحليب العادية بتركيبات منخفضة اللاكتوز أو خالية من اللاكتوز أثناء المرض.

بالنسبة للرضع الذين ترضع أمهاتهم رضاعة طبيعية، لا يُنصح بتقليل كمية الحليب المُمصَّص بنسبة تزيد عن 40% (لعدة أيام)، لاحتوائه على أجسام مضادة واقية. ولكن يجب زيادة عدد الرضعات. مع ذلك، فإن المُنظِّم الرئيسي لهذه العملية هو شهية الطفل وحالته العامة.

بالإضافة إلى ذلك، وعلى الرغم من حقيقة أن الجهاز الهضمي للأطفال في هذا العمر في عملية التطور والتحسين، إلا أنه في البداية، يسود بين أحماض الصفراء حمض التوروكوليك، الذي له خصائص مطهرة ويساعد في مكافحة البكتيريا المعوية المسببة للأمراض والفيروسات.

بالنسبة للأطفال الأكبر سنًا، فإن النظام الغذائي لعدوى الأمعاء الحادة، وكذلك النظام الغذائي لعدوى الأمعاء الفيروسية - فيما يتعلق بالحظر والسماح ببعض المنتجات - لا يختلف عمليًا عن القواعد الغذائية التي يجب على البالغين اتباعها.

[ 10 ]، [ 11 ]، [ 12 ]، [ 13 ]

قائمة النظام الغذائي لعدوى الأمعاء

قد تتكون قائمة النظام الغذائي التقريبية لعدوى الأمعاء من السميد أو الأرز المهروس، وعصيدة شبه سائلة مطبوخة في الماء، وشاي مُحلى وبسكويت خبز أبيض. في وجبة الإفطار الثانية، يمكنك تقديم الجيلي مع البسكويت نفسه.

يمكن أن يتكون الغداء من مرق لحم بقري قليل الدهن مع قطعة خبز محمص كطبق أول، وسوفليه لحم كطبق ثاني. اختم الوجبة بكوب من منقوع ثمر الورد. يُعدّ مربى الكشمش الأسود (أو جيلي الكشمش الأسود) مناسبًا كوجبة خفيفة بعد الظهر.

لتناول العشاء، يمكنك تناول عصيدة الشوفان المهروسة وشرائح الدجاج المطهوة على البخار، وكذلك شرب كوب من الشاي الخفيف أو كومبوت التفاح.

وصفات غذائية لعلاج التهابات الأمعاء

العديد من وصفات حمية التهابات الأمعاء، مثل العصيدة المهروسة، لا تحتاج إلى شرح. لكننا سنشرح لك كيفية طهي سوفليه الدجاج على البخار.

ستحتاج إلى صدر دجاج مسلوق (كاملًا أو مُقطّعًا إلى عدة قطع). ثم يُفرم الدجاج المسلوق باستخدام مفرمة اللحم أو الخلاط.

بعد ذلك، يُمزج اللحم المفروم مع صفار بيضة نيئة، وبياض بيض مخفوق حتى يصبح رغوة، و3-4 ملاعق كبيرة من مرق الدجاج، مع إضافة ملعقتين صغيرتين من دقيق القمح والملح. تُخلط المكونات جيدًا حتى تصبح ناعمة، ثم تُوضع في قالب مدهون بزيت نباتي مكرر، وتُطهى على البخار.

بدلًا من الدقيق، يمكنكِ وضع نفس الكمية من الأرز المسلوق والمطحون. ثم أضيفي قطعة صغيرة من الزبدة إلى الخليط.

يتطلب النظام الغذائي لالتهابات الأمعاء الالتزام الصارم، ثم سيكون من الأسهل بكثير على جسم كل من الشخص البالغ والطفل التعامل مع المرض.

[ 14 ]، [ 15 ]

ماذا يمكنك أن تأكل إذا كنت تعاني من عدوى معوية؟

يمكنك تناول الخبز الأبيض المجفف حتى يصبح كالبسكويت؛ والحساء اللزج بمرق اللحم قليل الدسم؛ والعصيدة المصفاة (لا تحتوي على حليب)؛ والأطباق المطهوة على البخار من اللحم المفروم أو الدواجن؛ والبيض (قطعتان يوميًا - مسلوقًا أو كعجة مطهوة على البخار)؛ وكعكات التوت والفواكه؛ والجبن القريش المصفاة قليلة الدسم؛ والشاي والقهوة السوداء. يمكن إضافة الزبدة إلى الأطباق، ولكن بكمية قليلة جدًا (5-7 غرامات).

ما الذي لا يجب عليك تناوله إذا كنت تعاني من عدوى معوية؟

قائمة الأطعمة الممنوعة لمرضى التهاب الأمعاء أطول بكثير. لذا، فإن النظام الغذائي لمرضى التهاب الأمعاء لا يسمح بتاتًا بتناول الخبز والمخبوزات، وعصيدة الشعير اللؤلؤي والذرة والشعير والدخن، والحليب ومنتجات الألبان (باستثناء الجبن القريش).

كما يجب ألا يتضمن النظام الغذائي: اللحوم الدهنية والدواجن والأسماك؛ النقانق ومنتجات اللحوم المدخنة؛ الأسماك المملحة والمدخنة؛ الخضروات الطازجة (الملفوف الأبيض والخيار والطماطم والبصل والثوم) والأعشاب الحارة؛ الفواكه الطازجة والتوت؛ البقوليات والفطر.

لا يجوز تناول الأطعمة المعلبة، والصلصات، والتوابل (الخردل، الفجل، الخ)، والجبن الساخن، والبيض (المقلي والمسلوق)، والشوكولاتة، والحلويات، وعصائر الفاكهة، والمشروبات الغازية، والكحول تحت أي ظرف من الظروف - حتى تتم إزالة السموم من الجسم وتأسيس الأداء الطبيعي للجهاز الهضمي.